القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ١١٥
حتى يطهرن فإذا تطهرن فآتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
تفسير علماء الدين:
يسألونك يا محمد عن إتيان الزوجات زمن المحيض فأجبهم أن المحيض أذى فامتنعوا عن إتيانهن خلال مدته، ولا تأتوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن في المكان الطبيعي، ومن كان وقع منه شئ من ذلك فليتب فإن الله يحب من عباده كثرة التوبة والطهارة من الأفذار والفحش.
النظرة العلمية:
لا يقتصر الاعجاز في هذه الآية على أسلوبها الرفيع ونظمها البديع الذي يجد فيه رجل البلاغة والبيان روعة اللفظ والأداء ودقة التعبير عن الأمور الجنسية بل إن إعجازها يتجلى فيما حوت من جلال المعاني الطبية وأغراضها النبيلة، وإليك ما يقرره علم الطب في شأن المرأة الحائضة وضرورة اعتزالها في مدته، وذلك لان دورة الحيض رغم كونها حالة طبيعية إلا أنها تسبب للمرأة آلاما في بدنها وانحرافا في مزاجها يصرفها عن الرغبة في الاتصال الجنسي، وتعاني منه حدة في طبعها، وقد تشعر بمغص شديد تصحبه أحيانا أعراض اضطرابات نفسية، كما أن الجهاز التناسلي للمرأة أيام الحيض يكون معرضا لكثير من العلل لان المهبل في أوقات الحيض يكون ميدانا مفتوحا لغزو أسراب مختلفة من الجراثيم، وإن الوطئ في هذه الفترة يؤدى إلى التهابات بالمبيض قد يسبب العقم أحيانا، كما أنها قد تصيب الرجل بالعدوى فتحدث عنده التهابات في أعضائه التناسلية، ولا شك أن الجماع في المحيض ينذر الرجل بخطر داهم هو في غنى عنه لو خالف هوى
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست