أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٩١
: فقول الذبياني: فآب مضلوه، يعني: فرجع دافنوه، وقول السعدي: أضلت، أي: دفنت، ومن إطلاق الضلال أيضا على الغيبة والاضمحلال قول الأخطل:
* كنت القذى في موج أكدر مزيد * قذف الأتى به فضل ضلالا * وقول الآخر: وقول الآخر:
* ألم تسأل فتخبرك الديار * عن الحي المضلل أين ساروا * وزعم بعض أهل العلم أن للضلال إطلاقا رابعا، قال: ويطلق أيضا على المحبة، قال: ومنه قوله: * (قالوا تالله إنك لفى ضلالك القديم) *، قال: أي في حبك القديم ليوسف، قال: ومنه قول الشاعر: وزعم بعض أهل العلم أن للضلال إطلاقا رابعا، قال: ويطلق أيضا على المحبة، قال: ومنه قوله: * (قالوا تالله إنك لفى ضلالك القديم) *، قال: أي في حبك القديم ليوسف، قال: ومنه قول الشاعر:
* هذا الضلال أشاب مني المفرقا * والعارضين ولم أكن متحققا * * عجبا لعزة في اختيار قطيعتي * بعد الضلال فحبلها قد أخلقا * وزعم أيضا أن منه قوله: * (ووجدك ضالا) *، قال: أي محب للهداية فهداك، ولا يخفى سقوط هذا القول، والعلم عند الله تعالى. * (ففررت منكم لما خفتكم) *. خوفه منهم هذا الذي ذكر هنا أنه سبب لفراره منهم، قد أوضحه تعالى وبين سببه في قوله: * (وجاء رجل من من أقصى المدينة يسعى قال ياموسى إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنى لك من الناصحين * فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجنى من القوم الظالمين) *، وبين خوفه المذكور بقوله تعالى: * (فأصبح فى المدينة خائفا يترقب) *. * (فوهب لى ربى حكما وجعلنى من المرسلين) *. قد قدمنا الآيات الموضحة لابتداء رسالته المذكورة هنا في سورة (مريم)، وغيرها.
وقوله: * (فوهب لى ربى حكما) *، قال بعضهم: الحكم هنا هو النبوة، وممن يروى عنه ذلك السدي.
والأظهر عندي: أن الحكم هو العلم الذي علمه الله إياه بالوحي، والعلم عند الله تعالى. * (قال فرعون وما رب العالمين) *.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»