أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٩٢
ظاهر هذه الآية الكريمة أن فرعون لا يعلم شيئا عن رب العالمين، وكذلك قوله تعالى عنه: * (قال فمن ربكما ياموسى موسى) *، وقوله: * (ما علمت لكم من إلاه غيرى) *، وقوله: * (لئن اتخذت إلاها غيرى لاجعلنك من المسجونين) *، ولكن الله جل وعلا بين أن سؤال فرعون في قوله: * (وما رب العالمين) *، وقوله: * (فمن ربكما ياموسى موسى) *، تجاهل عارف أنه عبد مربوب لرب العالمين، بقوله تعالى: * (قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والارض بصائر وإنى لاظنك يافرعون * فرعون مثبورا) *، وقوله تعالى عن فرعون وقومه: * (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) *.
وقد أوضحنا هذا في سورة (بني إسرائيل)، في الكلام على قوله تعالى: * (إن هاذا القرءان يهدى للتى هى أقوم) *، وفي سورة (طه)، في الكلام على قوله تعالى: * (قال فمن ربكما ياموسى موسى) *. * (قال أولو جئتك بشىء مبين قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه) *، إلى آخر القصة. قد قدمنا إيضاحه بالآيات القرآنية في سورة (طه) و (الأعراف).
قوله تعالى: * (واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لابيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين) *، إلى قوله * (إلا رب العالمين) *.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (مريم)، في الكلام على قوله تعالى: * (واذكر فى الكتاب * إبراهيم) *. * (فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في مواضع من هذا الكتاب المبارك في سورة (بني إسرائيل)، في الكلام على قوله تعالى: * (قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا) *، وفي (الحجر)، في الكلام على قوله تعالى: * (وإن جهنم لموعدهم أجمعين * لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم) *.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»