المكيال والميزان إنى أراكم بخير وإنى أخاف عليكم عذاب يوم) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وقد قدمنا في سورة (الأعراف)، قولنا: فإن قيل الهلاك الذي أصاب قوم شعيب ذكر الله جل وعلا في (الأعراف) أنه رجفة، وذكر في (هود) أنه صيحة، وذكر في (الشعراء)، أنه عذاب يوم الظلة.
فالجواب ما قاله ابن كثير رحمه الله في تفسيره، قال: وقد اجتمع عليهم ذلك كله، أصابهم عذاب يوم الظلة، وهي سحابة أظلتهم فيها شرر من نار ولهب ووهج عظيم، ثم جاءتهم صيحة من السماء، ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم فزهقت الأرواح، وفاضت النفوس، وخمدت الأجسام، انتهى. وعلى القول بأن شعيبا أرسل إلى أمتين: مدين وأصحاب الأيكة، وأن مدين ليسوا هم أصحاب الأيكة، فلا إشكال. وقد جاء ذلك في حديث ضعيف عن عبد الله بن عمرو، وممن روي عنه هذا القول: قتادة، وعكرمة وإسحاق بن بشر.
وقد قدمنا بعض الآيات الموضحة لهذا في سورة (الحجر)، في الكلام على قوله تعالى: * (وإن كان أصحاب الايكة لظالمين * فانتقمنا منهم) *، وأوضحنا هنالك أن نافعا، وابن عامر، وابن كثير قرأوا * (ليكة) * في سورة (الشعراء)، و سورة (ص)، بلام مفتوحة أول الكلمة، وتاء مفتوحة آخرها من غير همز، ولا تعريف على أن اسم للقرية غير منصرف، وأن الباقين قرأوا: * (أصحاب لئيكة) * بالتعريف والهمز وكسر التاء، وأن الجميع اتفقوا على ذلك في (ق) و (الحجر)، وأوضحنا هنالك توجيه القراءتين في (الشعراء) و (ص)، ومعنى * (لئيكة) * في اللغة مع بعض الشواهد العربية. * (واتقوا الذى خلقكم والجبلة الا ولين * قالوا إنمآ أنت من المسحرين * ومآ أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين * فأسقط علينا كسفا من السمآء إن كنت من الصادقين * قال ربى أعلم بما تعملون * فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم * إن في ذلك لاية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم * وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الا مين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربى مبين * وإنه لفى زبر الا ولين * أو لم يكن لهم ءاية أن يعلمه علماء بنى إسراءيل * ولو نزلناه على بعض الا عجمين * فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين * كذلك سلكناه في قلوب المجرمين * لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الا ليم * فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون * فيقولوا هل نحن منظرون * أفبعذابنا يستعجلون * أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جآءهم ما كانوا يوعدون * مآ أغنى عنهم ما كانوا يمتعون * ومآ أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين * وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغى لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون * فلا تدع مع الله إلاها ءاخر فتكون من المعذبين * وأنذر عشيرتك الا قربين * واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * فإن عصوك فقل إنى برىء مما تعملون * وتوكل على العزيز الرحيم * الذى يراك حين تقوم * وتقلبك فى الساجدين * إنه هو السميع العليم * هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم * يلقون السمع وأكثرهم كاذبون * والشعرآء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون) *.) * * (الجبلة) *: الخلق، ومنه قوله تعالى: * (مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا) *، وقد استدل بآية (يس)، المذكورة على آية (الشعراء) هذه ابن زيد نقله عنه ابن كثير، ومن ذلك قول الشاعر: * (الجبلة) *: الخلق، ومنه قوله تعالى: * (مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا) *، وقد استدل بآية (يس)، المذكورة على آية (الشعراء) هذه ابن زيد نقله عنه ابن كثير، ومن ذلك قول الشاعر:
* والموت أعظم حادث * مما يمر على الجبلة *