((سورة الفرقان)) * (تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا * الذى له ملك السماوات والا رض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك وخلق كل شىء فقدره تقديرا * واتخذوا من دونه ءالهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حيواة ولا نشورا * وقال الذين كفروا إن هاذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم ءاخرون فقد جآءوا ظلما وزورا * وقالوا أساطير الا ولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا * قل أنزله الذى يعلم السر فى السماوات والا رض إنه كان غفورا رحيما) * * (تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه * (نزل الفرقان) *، وهو هذا القرءان العظيم * (على عبده) *، وهو محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأجل أن يكون * (للعالمين نذيرا) *، أي: منذرا، وقد قدمنا مرارا أن الإنذار هو الإعلام المقترن بتهديد وتخويف، وأن كل إنذار إعلام، وليس كل إعلام إنذارا، كما أوضحناه في أول سورة (الأعراف).
وهذه الآية الكريمة تدل على عموم رسالته صلى الله عليه وسلم للأسود والأحمر والجن والإنس، لدخول الجميع في قوله تعالى: * (للعالمين نذيرا) *.
وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء موضحا في آيات أخر؛ كقوله تعالى: * (قل ياأيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا) *، وقوله تعالى: * (وما أرسلناك إلا كافة للناس) *، أي: أرسلناك للناس كافة، أي: جميعا. وقوله تعالى: * (قل أى شىء أكبر شهادة قل الله شهيد بينى وبينكم وأوحى إلى هاذا القرءان لانذركم به ومن بلغ) *، وقوله تعالى: * (الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان والارض وضعها للانام فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام والحب ذو العصف والريحان فبأى ءالاء ربكما تكذبان) *، وقوله تعالى: * (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرءان فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يأبانا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم * مستقيم * ياقومنا أجيبوا داعى الله وءامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم * ومن لا يجب داعى الله فليس بمعجز فى الارض) *. وفي معنى قوله تعالى: * (تبارك) * أقوال لأهل العلم، قال القرطبي: * (تبارك) * اختلف في معناه، فقال