أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ١٦٢
وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء في آيات أخر؛ كقوله تعالى: * (إن الذين توفاهم الملئكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الارض قالوا ألم تكن أرض الله) *، وقوله تعالى: * (وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) *. * (كل نفس ذائقة الموت) *. جاء معناه موضحا في آيات أخر؛ كقوله تعالى في سورة (آل عمران): * (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) *، وقوله: * (كل من عليها فان) *، وقوله تعالى: * (كل شىء هالك إلا وجهه) *. * (والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا) *. قد قدمنا معنى * (وعملوا الصالحات) *، موضحا في أول سورة (الكهف)، وقدمنا معنى * (لنبوئنهم) * في سورة (الحج)، في الكلام على قوله تعالى: * (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت) *، وذكرنا الآيات التي ذكرت فيها الغرف في آخر (الفرقان)، في الكلام على قوله تعالى: * (أولئك يجزون الغرفة) *.
* (وكأين من دآبة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم * ولئن سألتهم من خلق السماوات والا رض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون * الله يبسط الرزق لمن يشآء من عباده ويقدر له إن الله بكل شىء عليم * ولئن سألتهم من نزل من السمآء مآء فأحيا به الا رض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون * وما هاذه الحيواة الدنيآ إلا لهو ولعب وإن الدار الا خرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون * فإذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون * ليكفروا بمآ ءاتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون * أولم يروا أنا جعلنا حرما ءامنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون * ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جآءه أليس فى جهنم مثوى للكافرين * والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) * * (وكأين من دآبة لا تحمل رزقها الله يرزقها) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن كثيرا من الدواب التي لا تحمل رزقها لضعفها، أنه هو جل وعلا يرزقها، وأوضح هذا المعنى في قوله تعالى: * (وما من دابة في الارض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل فى كتاب مبين) *. * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والا رض وسخر الشمس والقمر) *، إلى قوله * (قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له غاية الإيضاح في سورة (بني إسرائيل)، في الكلام على قوله تعالى: * (إن هاذا القرءان يهدى للتى هى أقوم) *. * (فإذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) *.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»