أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ١٦٠
وهي: الريح، يعني: عادا، بدليل قوله: * (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية) *، وقوله: * (وفى عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) *، ونحو ذلك من الآيات. وقوله تعالى: * (ومنهم من أخذته الصيحة) *، يعني: ثمود، بدليل قوله تعالى فيهم: * (وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيها ألا إن * ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود) *. وقوله: * (ومنهم من خسفنا به الارض) *، يعني: قارون، بدليل قوله تعالى فيه: * (فخسفنا به وبداره الارض) *. وقوله تعالى: * (ومنهم من أغرقنا) *، يعني: فرعون وهامان، بدليل قوله تعالى: * (ثم أغرقنا الاخرين) *، ونحو ذلك من الآيات.
والأظهر في قوله في هذه الآية: * (وكانوا مستبصرين) *، أن استبصارهم المذكور هنا بالنسبة إلى الحياة الدنيا خاصة؛ كما دل عليه قوله تعالى: * (يعلمون ظاهرا من الحيواة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون) *، وقوله تعالى: * (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير) *، ونحو ذلك من الآيات. وقوله: * (وما كانوا سابقين) *، كقوله تعالى: * (أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون) *. * (مثل الذين اتخذوا من دون الله أوليآء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون * إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شىء وهو العزيز الحكيم * وتلك الا مثال نضربها للناس وما يعقلهآ إلا العالمون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (الأعراف)، في الكلام على قوله تعالى: * (فمثله كمثل الكلب) *، وفي مواضع أخر. * (اتل ما أوحى إليك من الكتاب) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (الكهف)، في الكلام على قوله تعالى: * (واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته) *. * (وأقم الصلواة إن الصلواة تنهى عن الفحشآء والمنكر) *.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»