أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ١٥٩
الدنيا حسنة وإنه فى الاخرة لمن الصالحين) *. * (ولما جآءت رسلنآ إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هاذه القرية) *. قد قدمنا إيضاحه في سورة (هود)، في الكلام على قوله تعالى: * (وجاءته البشرى يجادلنا فى قوم لوط) *. * (ولمآ أن جآءت رسلنا لوطا) *، إلى قوله: * (لقوم يعقلون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له مع بعض الشواهد، في سورة (هود)، في الكلام على قصة لوط، وفي سورة (الحجر).
* (وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال ياقوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الا خر ولا تعثوا فى الا رض مفسدين * فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فى دارهم جاثمين * وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين * وقارون وفرعون وهامان ولقد جآءهم موسى بالبينات فاستكبروا فى الا رض وما كانوا سابقين * فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الا رض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولاكن كانوا أنفسهم يظلمون * مثل الذين اتخذوا من دون الله أوليآء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون * إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شىء وهو العزيز الحكيم * وتلك الا مثال نضربها للناس وما يعقلهآ إلا العالمون * خلق الله السماوات والا رض بالحق إن فى ذالك لآية للمؤمنين * اتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلواة إن الصلواة تنهى عن الفحشآء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون * ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا ءامنا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلاهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون * وكذلك أنزلنآ إليك الكتاب فالذين ءاتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هاؤلاء من يؤمن به وما يجحد باياتنآ إلا الكافرون * وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون * بل هو ءايات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بأاياتنآ إلا الظالمون * وقالوا لولا أنزل عليه ءايات من ربه قل إنما الا يات عند الله وإنمآ أنا نذير مبين * أولم يكفهم أنآ أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن فى ذالك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون * قل كفى بالله بينى وبينكم شهيدا يعلم ما فى السماوات والا رض والذين ءامنوا بالباطل وكفروا بالله أولائك هم الخاسرون * ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجآءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون * يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين * يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون * ياعبادى الذين ءامنوا إن أرضى واسعة فإياى فاعبدون * كل نفس ذآئقة الموت ثم إلينا ترجعون * والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجرى من تحتها الا نهار خالدين فيها نعم أجر العاملين * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون) * * (وإلى مدين أخاهم شعيبا) *، إلى قوله: * (فى دارهم جاثمين) *. تقدم إيضاحه في سورة (الأعراف)، في الكلام على قصته مع قومه، وفي (الشعراء) أيضا. * (وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين * وقارون وفرعون وهامان ولقد جآءهم موسى بالبينات فاستكبروا فى الا رض وما كانوا سابقين فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الا رض ومنهم من أغرقنا) *. الظاهر أن قوله: * (وعادا) * مفعول به لأهلكنا مقدرة، ويدل على ذلك قوله قبله: * (فأخذتهم الرجفة) *، أي: أهلكنا مدين بالرجفة، وأهلكنا عادا، ويدل للإهلاك المذكور قوله بعده: * (وقد تبين لكم من مساكنهم) *، أي: هي خالية منهم لإهلاكهم، وقوله بعده أيضا: * (فكلا أخذنا بذنبه) *.
وقد أشار جل وعلا في هذه الآيات الكريمة إلى إهلاك عاد، وثمود، وقارون، وفرعون، وهامان، ثم صرح بأنه أخذ كلا منهم بذنبه، ثم فصل على سبيل ما يسمى في البديع باللف والنشر المرتب أسباب إهلاكهم، فقال: * (فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا) *،
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»