أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ١٦٥
وأما الثاني منها: وهو أن أكثر الناس وهم الكفار لا يعلمون، فقد جاء موضحا في آيات كثيرة، فقد بين تعالى في آيات أن أكثر الناس هم الكافرون؛ كقوله تعالى: * (ولاكن أكثر الناس لا يؤمنون) *، وقوله تعالى: * (ولقد ضل قبلهم أكثر الاولين) *، وقوله تعالى: * (إن في ذلك لاية وما كان أكثرهم مؤمنين) *، وقوله تعالى: * (وإن تطع أكثر من فى الارض يضلوك) *، وقوله تعالى: * (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وقد بين جل وعلا أيضا في آيات من كتابه أن الكفار لا يعلمون؛ كقوله تعالى: * (أو * لو كان لا يعقلون شيئا ولا يهتدون * ومثل) *، وقوله تعالى: * (أو * لو كان لا يعلمون شيئا ولا يهتدون * يأيها) *، وقوله تعالى: * (ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لا يعقلون) *، وقوله تعالى: * (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا) *، وقوله تعالى: * (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم ءاذان) *، وقوله تعالى: * (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وأما الثالث منها: وهو كونهم يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، فقد جاء أيضا في غير هذا الموضع؛ كقوله تعالى: * (وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين) *، أي: في الدنيا، وقوله تعالى: * (فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحيواة الدنيا * ذلك مبلغهم من العلم) *.
وأما الرابع منها: وهو كونهم غافلين عن الآخرة، فقد جاء في آيات كثيرة؛ كقوله تعالى عنهم: * (هيهات هيهات لما توعدون إن هى إلا حياتنا الدنيا) *.
وقوله تعالى عنهم: * (وما نحن بمنشرين) *، * (وما نحن بمبعوثين) *، * (من يحى العظام وهى رميم) *، والآيات في ذلك كثيرة معلومة.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»