أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ١٦١
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (البقرة)، في الكلام على قوله تعالى: * (واستعينوا بالصبر والصلواة) *. * (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم) *. قد قدمنا إضاحه، وتفسير * (إلا الذين ظلموا منهم) * في آخر سورة (النحل)، في الكلام على قوله تعالى: * (وجادلهم بالتى هى أحسن) *. * (أولم يكفهم أنآ أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن فى ذالك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في أول سورة (الكهف)، وفي آخر سورة (طه)، في الكلام على قوله تعالى: * (أو لم تأتهم بينة ما فى الصحف الاولى) *، وغير ذلك. * (ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجآءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون * يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (الأنعام)، في الكلام على قوله تعالى: * (ما عندى ما تستعجلون به) *، وفي سورة (يونس)، في الكلام على قوله تعالى: * (أثم إذا ما وقع ءامنتم به ءآلن وقد كنتم به تستعجلون) *، وفي سورة (الرعد) في الكلام على قوله تعالى: * (ويستعجلونك بالسيئة قبل) *. * (ياعبادى الذين ءامنوا إن أرضى واسعة فإياى فاعبدون) *. نادى الله جل وعلا عباده المؤمنين، وأكد لهم أن أرضه واسعة، وأمرهم أن يعبدوه وحده دون غيره، كما دل عليه تقديم المعمول الذي هو إياي؛ كما بيناه في الكلام على قوله تعالى: * (الدين إياك نعبد وإياك نستعين) *.
والمعنى: أنهم إن كانوا في أرض لا يقدرون فيها على إقامة دينهم، أو يصيبهم فيها أذى الكفار، فإن أرض ربهم واسعة فليهاجروا إلى موضع منها يقدرون فيه على إقامة دينهم، ويسلمون فيه من أذى الكفار، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»