. قوله: * (ومن ءاياته خلق * السماوات والارض) *، قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (البقرة)، في الكلام على قوله تعالى: * (إن في خلق السماوات والارض) *. وقوله: * (واختلاف ألسنتكم وألوانكم) *، قد أوضح تعالى في غير هذا الموضع أن اختلاف ألوان الآدميين واختلاف ألوان الجبال، والثمار، والدواب، والأنعام، كل ذلك من آياته الدالة على كمال قدرته، واستحقاقه للعبادة وحده، قال تعالى: * (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف) *، واختلاف الألوان المذكورة من غرائب صنعه تعالى وعجائبه، ومن البراهين القاطعة على أنه هو المؤثر جل وعلا، وأن إسناد التأثير للطبيعة من أعظم الكفر والضلال.
وقد أوضح تعالى إبطال تأثير الطبيعة غاية الإيضاج في سورة (الرعد): * (وفى الارض قطع متجاورات) *، إلى قوله: * (لقوم يعقلون) *. وقرأ هذا الحرف حفص وحده عن عاصم: * (إن فى ذالك لايات للعالمين) * بكسر اللام، جمع عالم الذي هو ضد الجاهل. وقرأه الباقون: * (للعالمين) * بفتح اللام؛ كقوله: * (رب العالمين) *. * (ومن ءاياته منامكم باليل والنهار وابتغآؤكم من فضله إن فى ذلك لايات لقوم يسمعون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (بني إسرائيل)، في الكلام على قوله تعالى: * (فمحونا ءاية اليل وجعلنا ءاية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم) *، وفي سورة (الفرقان)، وغير ذلك. * (ومن ءاياته يريكم البرق خوفا وطمعا) *. قد قدمنا ما يوضحه من الآيات مع تفسير قوله: * (خوفا وطمعا) * في سورة (الرعد)، في الكلام على قوله تعالى: * (هو الذى يريكم البرق خوفا وطمعا) *، وسنحذف هنا بعض الإحالاث لكثرتها.