أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٤١٥
المراد بها القبيلة لا الجد. وإذا حققت أن المراد بهارون في الآية غير هارون أخي موسى، فاعلم أن بعض العلماء: قال: إن لها أخا اسمه هارون. وبعضهم يقول: إن هاروت المذكور رجل من قومها مشهور بالصلاح، وعلى هذا فالمراد بكونها أخته أنها تشبه في العبادة والتقوى. وإطلاق اسم الأخ على النظير المشابه معروف في القرآن وفي كلام العرب، فمنه في القرآن قوله تعالى: * (وما نريهم من ءاية إلا هى أكبر من أختها) *، وقوله تعالى: * (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) *، وقوله تعالى * (وإخوانهم يمدونهم فى الغى ثم لا يقصرون) *، ومنه في كلام العرب قوله: وإخوانهم يمدونهم فى الغى ثم لا يقصرون) *، ومنه في كلام العرب قوله:
* وكل أخ يفارقه أخوه * لعمر أبيك إلا الفرقدان * فجعل الفرقدين أخوين.
وكثيرا ما تطلق العرب اسم الأخ على الصديق والصاحب، ومن إطلاقه على الصاحب قول القلاخ بن حزن: وكثيرا ما تطلق العرب اسم الأخ على الصديق والصاحب، ومن إطلاقه على الصاحب قول القلاخ بن حزن:
* أخا الحرب لباسا إليها جلالها * وليس بولاج الخوالف أعقلا * فقوله: (أخا الحرب) يعني صاحبها. ومنه قول الراعي وقيل لأبي ذؤيب: فقوله: (أخا الحرب) يعني صاحبها. ومنه قول الراعي وقيل لأبي ذؤيب:
* عشية سعدي لو تراءت لراهب * بدومة تجر دونه وحجيج * * قلى دينه واهتاج للشوق إنها * على النأي إخوان العزاء هيوج * فقوله (إخوان العزاء) يعني أصحاب الصبر. قوله تعالى: * (فأشارت إليه) *. معنى إشارتها إليه: أنهم يكلمونه فيخبرهم بحقيقة الأمر. والدليل على أن هذا هو مرادها بإشارتها إليه قوله تعالى بعده: * (قالوا كيف نكلم من كان فى المهد صبيا) * فالفعل الماضي الذي هو (كان) بمعنى الفعل المضارع المقترن بالحال كما يدل عليه السياق. والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (قال إنى عبد الله ءاتانى الكتاب وجعلنى نبيا وجعلنى مباركا أين ما كنت وأوصانى بالصلواة والزكواة ما دمت حيا وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) *.
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»