أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٤
دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول؟ (الفتنة من هنا) وأشار إلى المشرق. حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن أبي إسحاق الشيباني؟ عن عبد الله بن أبي أوهم قال: كنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) فلما غربت الشمس قال لرجل؟ (أنزل فاجدح لي) قال؟ يا رسول الله، لو أمسيت؟ ثم قال. أنزل فاجدح) قال؟ يا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لو أمسيت إن عليك نهارا، ثم قال؟ (أنزل فاجدح) فنزل فجدح له في الثالثة فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أومأ بيده إلى المشرق فقال: (إذا رأيتم قد أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم). حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يمنعن أحدا منكم نداء بلال) أو قال أذانه من سحوره؟ فإنما ينادي أو قال يؤذن ليرجع قائمكم وليس أن يقول كأنه يعني الصبح أو الفجر، وأظهر يزيد يديه ثم مد إحداهما من الأخرى. وقال الليث: حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز، سمعت أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من لدن ثدييهما إلى تراقيهما. فأما المنفق فلا ينفق شيئا إلا مادت على جلده حتى تجن بنانه وتعفو أثره. وأما البخيل فلا يريد ينفق إلا لزمت كل حلقة موضعها، فهو يوسعها فلا تتسع) ويشير بأصبعه إلى حلقه. انتهى من صحيح البخاري.
فهذه أحاديث دالة، على قيام الإشارة مقام النطق في أمور متعددة. وقال ابن حجر في الفتح في هذا الباب: ذكر فيه عدة أحاديث معلقة وموصولة أولها قوله: وقال ابن عمر: هو طرف من حديث تقدم موصولا في الجنائز، وفيه قصة لسعد بن عبادة، وفيها: (ولكن الله يعذب بهذا) وأشار إلى لسانه. ثانيها وقال كعب بن مالك؟ هو أيضا طرف من حديث تقدم موصولا في الملازمة؟ وفيها وأشار إلى أن خذ النصف. ثالثها (وقالت أسماء) هي بنت أبي بكر. صلى النبي صلى الله عليه وسلم في الكسوف. الحديث تقدم موصولا في كتاب الإيمان بلفظ: فأشارت إلى السماء، وفيه. فأشارت برأسها أي نعم. وفي صلاة الكسوف بمعناه. وفي صلاة السهو باختصار إلى آخر كلامه. وبالجملة فجميع الأحاديث التي ذكرها البخاري في الباب المذكور كلها ثابتة في الصحيح موصولة. أما ما جاء منها موصولا في الباب المذكور فأمره واضح. وأما ما جاء منها معلقا في الباب المذكور فقد جاء موصولا في محل آخر من
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»