وقوله: * (لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما) * * (إلا قيلا سلاما سلاما) * وقوله: * (سلام قولا من رب رحيم) * إلى غير ذلك من الآيات.
ومعنى السلام: الدعاء: بالسلامة من الآفات.
والتحية مصدر حياك الله بمعنى أطال حياتك.
قوله تعالى: * (وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قآئما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنآ إلى ضر مسه) *.
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن الإنسان في وقت الكرب، يبتهل إلى ربه بالدعاء في جميع أحواله. فإذا فرج الله كربه، أعرض عن ذكر ربه، ونسي ما كان فيه كأنه لم يكن فيه قط.
وبين هذا في مواضع أخر كقوله: * (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسى ما كان يدعو إليه من قبل) *: وقوله: * (فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنمآ أوتيته على علم) *: وقوله: * (وإذآ أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعآء عريض) * والآيات في مثل ذلك كثيرة.
إلا أن الله استثنى من هذه الصفات الذميمة عباده المؤمنين، بقوله في سورة هود: * (ولئن أذقناه نعمآء بعد ضرآء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولائك لهم مغفرة وأجر كبير) *، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (عجبا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء، إلا كان خيرا له، إن أصابته ضراء فصبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء فشكر فكان خيرا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن).
قوله تعالى: * (قل ما يكون لى أن أبدله من تلقآء نفسى) *.
أمر الله تعالى: في هذه الآية الكريمة نبيه صلى الله عليه وسلم. أن يقول: إنه ما يكون له أن يبدل شيئا من القرآن من تلقاء نفسه، ويفهم من قوله من تلقاء نفسي، أن الله تعالى يبدل منه ما شاء بما شاء.
وصرح بهذا المفهوم في مواضع أخر كقوله: * (وإذا بدلنآ ءاية مكان ءاية والله أعلم بما ينزل) *: وقوله: * (ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) *: وقوله * (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شآء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى) *.