أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ١٤٩
وذكر نظيره عن شعيب عليهم كلهم صلوات الله وسلامه في قوله: * (بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ومآ أنا عليكم بحفيظ) * اه.
وقد أطلع الله نبيه على بعض المنافقين كما تقدم في الآيات الماضية، وقد أخبر صاحبه حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، بشيء من ذلك، كما هو معلوم.
قوله تعالى: * (وما كان استغفار إبراهيم لابيه إلا عن موعدة وعدهآ إياه) *.
لم يبين هنا هذه الموعدة التي وعدها إياه، ولكنه بينها في سورة (مريم) بقوله: * (قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بى حفيا) *. * (لقد جآءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم * فإن تولوا فقل حسبى الله لا إلاه إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) * قوله تعالى: * (لقد جآءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) *.
هذه الآية الكريمة تدل على أن بعث هذا الرسول الذي هو من أنفسنا الذي هو متصف بهذه الصفات المشعرة بغاية الكمال، وغاية شفقته علينا هو أعظم منن الله تعالى، وأجزل نعمه علينا، وقد بين ذلك في مواضع أخر، كقوله تعالى: * (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم) *: وقوله: * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) * وقوله: * (ومآ أرسلناك إلا رحمة للعالمين) * إلى غير ذلك من الآيات.
قوله تعالى: * (عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) *.
أمر تعالى في هذه الآية الكريمة نبيه صلى الله عليه وسلم، بالتوكل عليه جل وعلا.
ولا شك أنه ممتثل ذلك، فهو سيد المتوكلين عليه صلوات الله وسلامه، والتوكل على الله تعالى، هو شأن إخوانه من المرسلين صلوات الله عليهم وسلامه.
كما بين تعالى ذلك في آيات أخر، كقوله عن هود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام * (قال إنى أشهد الله واشهدوا أنى برىء مما تشركون من دونه فكيدونى جميعا ثم لا تنظرون إنى توكلت على الله ربى وربكم) *: وقوله تعالى عن نوح: * (واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ياقوم إن كان كبر عليكم مقامى وتذكيرى بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركآءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلى ولا تنظرون) * وقوله تعالى عن جملة الرسل: * (وما لنآ ألا نتوكل على الله وقد هدانا
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»