أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ١٥١
((سورة يونس)) * (الر تلك ءايات الكتاب الحكيم * أكان للناس عجبا أن أوحينآ إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين ءامنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هاذا لساحر مبين * إن ربكم الله الذي خلق السماوات والا رض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الا مر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذالكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون * إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزى الذين ءامنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون * هو الذى جعل الشمس ضيآء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذالك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون * إن فى اختلاف اليل والنهار وما خلق الله فى السماوات والا رض لآيات لقوم يتقون * إن الذين لا يرجون لقآءنا ورضوا بالحيواة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن ءاياتنا غافلون * أولائك مأواهم النار بما كانوا يكسبون * إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجرى من تحتهم الا نهار في جنات النعيم) * قوله تعالى: * (والذين كفروا لهم شراب من حميم) *:
ذكر في هذه الآية الكريمة: أن الذين كفروا يعذبون يوم القيامة بشرب الحميم، وبالعذاب الأليم، والحميم: الماء الحار، وذكر أوصاف هذا الحميم في آيات أخر، كقوله: * (يطوفون بينها وبين حميم ءان) *، وقوله: * (وسقوا مآء حميما فقطع أمعآءهم) *، وقوله: * (يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما فى بطونهم والجلود) *. وقوله: * (وإن يستغيثوا يغاثوا بمآء كالمهل يشوى الوجوه) *، وقوله: * (فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم) *.
وذكر في موضع آخر أن الماء الذي يسقون صديد أعاذنا الله وإخواننا المسلمين من ذلك بفضله ورحمته وذلك في قوله تعالى: * (من ورآئه جهنم ويسقى من مآء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه) *:
وذكر في موضع آخر أنهم يسقون مع الحميم الغساق، كقوله: * (هاذا فليذوقوه حميم وغساق وءاخر من شكله أزواج) *، وقوله: * (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا) * والغساق: صديد أهل النار أعاذنا الله والمسلمين منها وأصله من غسقت العين سال دمعها. وقيل: هو لغة، البارد المنتن، والحميم الآني: الماء البالغ غاية الحرارة: والمهل دردي: الزيت أو المذاب من النحاس والرصاص: ونحو ذلك، والآيات المبينة لأنواع عذاب أهل النار كثيرة جدا. * (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وءاخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين * ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقآءنا فى طغيانهم يعمهون * وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قآئما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنآ إلى ضر مسه كذالك زين للمسرفين ما كانوا يعملون * ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجآءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذالك نجزي القوم المجرمين * ثم جعلناكم خلائف فى الا رض من بعدهم لننظر كيف تعملون * وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقآءنا ائت بقرءان غير هاذآ أو بدله قل ما يكون لى أن أبدله من تلقآء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلى إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم) * قوله تعالى: * (وتحيتهم فيها سلام) *.
ذكر تعالى في هذه الآية: أن تحية أهل الجنة في الجنة سلام، أي يسلم بعضهم على بعض بذلك، ويسلمون على الملائكة، وتسلم عليهم الملائكة بذلك، وقد بين تعالى هذا في مواضع أخر، كقوله: * (تحيتهم يوم يلقونه سلام) *، وقوله: * (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم) *: وقوله: * (لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما) *:
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»