تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان - عبد الرحمن بن ناصر السعدي - الصفحة ١٤١
* (98 - 101) * (قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون * قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون * لما أقام فيما تقدم الحجج على أهل الكتاب فمع أنهم قبل ذلك يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم وبخ المعاندين منهم بكفرهم بآيات الله وصدهم الخلق عن سبيل الله لأن عوامهم تبع لعلمائهم والله تعالى يعلم أحوالهم وسيجازيهم على ذلك أتم الجزاء وأوفاه يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين * وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم) * لما أقام الحجج على أهل الكتاب ووبخهم بكفرهم وعنادهم حذر عباده المؤمنين من الاغترار بهم وبين لهم أن هذا الفريق منهم حريصون على إضراركم وردكم إلى الكفر بعد الإيمان ولكن ولله الحمد أنتم يا معشر المؤمنين بعدما من الله عليكم بالدين ورأيتم آياته ومحاسنه ومناقبه وفضائله وفيكم رسول الله الذي أرشدكم إلى جميع مصالحكم واعتصمتم بالله وبحبله الذي هو دينه يستحيل إن يردوكم عن دينكم لأن الدين الذي بني على هذه الأصول والدعائم الثابتة الأساس المشرقة الأنوار تنجذب إليه الأفئدة ويأخذ بمجامع القلوب ويوصل العباد إلى أجل غاية وأفضل مطلوب ومن يعتصم بالله) * أي: يتوكل عليه ويحتمي بحماه * (فقد هدي إلى صراط مستقيم) * وهذا فيه الحث على الاعتصام به وأنه السبيل إلى السلامة والهداية يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون * واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) *
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»