دعاء كان يستعمل تحية في الجاهلية، نعم تحيتهم به له عليه الصلاة والسلام على الوجه الذي قصدوه حرام بلا خلاف * (حسبهم جهنم) * عذابا * (يصلونها) * يدخلونها أو يقاسون حرها أو يصطلون بها.
* (فبئس المصير) * أي جهنم.
* (ياأيها الذين ءامنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذىإليه تحشرون) *.
* (يا أيها الذين ءامنوا إذا تناجيتم) * في أنديتكم وفي خلواتكم.
* (فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصيت الرسول) * كما يفعله المنافقون، فالخطاب للخلص تعريضا بالمنافقين، وجوز جعله لهم وسموا مؤمنين باعتبار ظاهر أحوالهم.
وقرأ الكوفيون. والأعمش. وأبو حيوة. ورويس - فلا تنتجوا - مضارع انتجى، وقرأ ابن محيصن - فلا تناجوا - بادغام التاء في التاء، وقرىء بحذف إحداهما * (وتناجوا بالبر والتقوى) * بما يتضمن خير المؤمنين والاتقاء عن معصية الرسول صلى الله عليه وسلم * (واتقوا) * فيما تأتون وما تذرون * (الله الذي إليه) * وحده لا إلى غيره سبحانه استقلالا أو اشتراكا * (تحشرون) * فيجازيكم على ذلك.
* (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا وليس بضآرهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) *.
* (إنما النجوى) * المعهودة التي هي التناجي بالإثم والعدوان والمعصية * (من الشيطان) * لا من غيره باعتبار أنه هو المزين لها والحامل عليها، وقوله تعالى: * (ليحزن الذين ءامنوا) * خبر آخر أي إنما هي ليحزن المؤمنين بتوهمهم أنها في نكبة أصابتهم، وقرىء * (ليحزن) * بفتح الياء والزاي - فالذين - فاعل * (وليس بضآرهم) * أي ليس الشيطان أو التناجي بضار المؤمنين * (شيئا) * من الأشياء أو شيئا من الضرر * (إلا بإذن الله) * أي إلا بإرادته ومشيئته عز وجل، وذلك بأن يقضي سبحانه الموت أو الغلبة على أقاربهم * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * ولا يبالوا بنجواهم.
وحاصله أن ما يتناجى المنافقون به مما يحزن المؤمنين إن وقع فبإرادة الله تعالى ومشيئته لا دخل لهم فيه فلا يكترث المؤمنون بتناجيهم وليتوكلوا على الله عز وجل ولا يحزنوا منه، فهذا الكلام لإزالة حزنهم، ومنه ضعف ما أشار إليه الزمخشري من جواز أن يرجع ضمير - ليس بضارهم - للحزن، وأجيب بأن المقصود يحصل عليه أيضا فإنه إذا قيل: إن هذا الحزن لا يضرهم إلا بإرادة الله تعالى اندفع حزنهم، هذا ومن الغريب ما قيل: إن الآية نازلة في المنامات التي يراها المؤمن في النوم تسوؤه ويحزن منها فكأنها نجوى يناجي بها، وهذا على ما فيه لا يناسب السباق والسياق كما لا يخفى، ثم إن التناجي بين المؤمنين قد يكون منهيا عنه، فقد أخرج البخاري: ومسلم. والترمذي. وأبو داود عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه " ومثل التناجي في ذلك أن يتكلم اثنان بحضور ثالث بلغة لا يفهمها الثالث إن كان يحزنه ذلك، ولما نهى سبحانه عن التناجي والسرار علم منه الجلوس مع الملأ فذكر جل وعلا آدابه بعده بقوله عز من قائل:
* (ياأيها الذين ءامنوا إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير) *.
* (يا أيها الذين ءامنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس) * الخ أو لما نهى عز وجل عما هو سبب للتباغض والتنافر أمر سبحانه بما هو سبب لتواد والتوافق أي إذا قال لكم قائل كائنا من كان: توسعوا فليفسح بعضكم عن بعض في المجالس ولا تتضاموا فيها، من قولهم: افسح عني أي تنح، والظاهر تعلق * (المجالس) * بتفسحوا، وقيل: متعلق - بقيل -.
وقرأ الحسن. وداود بن أبي هند. وقتادة. وعيسى - تفاسحوا - وقرأ الأخيران. وعاصم في المجالس، والجمهور في - المجلس - بالإفراد، فقيل: على إرادة الجنس لقراءة الجمع، وقيل: على إرادة العهد، والمراد به