تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٢٧ - الصفحة ٦٥
* (أفرءيت الذي تولى) * أي عن اتباع الحق والثبات عليه.
* (وأعطى قليلا وأكدى) *.
* (وأعطى قليلا) * أي شيئا قليلا، أو إعطاءا قليلا * (وأكدى) * أي قطع العطاء من قولهم حفر فأكدى إذا بلغ إلى كديه أي صلابة في الأرض فلم يمكنه الحفر، قال مجاهد. وابن زيد: نزلت في الوليد بن المغيرة كان قد سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس إليه ووعظه فقرب من الإسلام وطمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إنه عاتبه رجل من المشركين، وقال له: أتترك ملة آبائك؟! ارجع إلى دينك وأثبت عليه وأنا أتحمل عنك كل شيء تخافه في الآخرة لكن على أن تعطيني كذا وكذا من المال فوافقه الوليد على ذلك ورجع عما هم به من الإسلام وصل ضلالا بعيدا، وأعطى بعض المال لذلك الرجل ثم أمسك عنه وشح، وقال الضحاك: هو النضر بن الحرث أعطى خمس قلائص لفقير من المهاجرين حتى ارتد عن دينه وضمن له أن يحمل عنه مأثم رجوعه، وقال السدي: نزلت في العاص بن وائل السهمي كان يوافق النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأمور، وقال محمد بن كعب: في أبي جهل قال: والله ما يأمر محمد إلا بمكارم الأخلاق، والأول هو الأشهر الأنسب لما بعده من قوله سبحانه:
* (أعنده علم الغيب فهو يرى) *.
* (أعنده علم الغيب) * إلى آخره، وأما ما في " الكشاف " من أنها نزلت في عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه كان يعطي ماله في الخير فقال له عبد الله بن سعيد بن أبي سرح: يوشك أن لا يبقى لك شيء فقال عثمان: إن لي ذنوبا وخطايا وإني أطلب بما أصنع رضا الله تعالى وأرجو عفوه فقال عبد الله: أعطني ناقتك برحلها وأنا أحمل عنك ذنوبك كلها فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن العطاء فباطل - كما قال ابن عطية - ولا أصل له، وعثمان رضي الله تعالى عنه منزه عن مثل ذلك، و * (أفرأيت) * هنا على ما في " البحر " بمعنى أخبرني ومفعولها الأول الموصول، والثاني: الجملة الاستفهامية، والفاء في قوله تعالى: * (فهو يرى) * للتسبب عما قبله أي أعنده علم بالأمور الغيبية فهو بسبب ذلك يعلم أن صاحبه يتحمل عنه يوم القيامة ما يخافه، وقيل: يرى أن ما سمعه من القرآن باطل، وقال الكلبي: المعنى أأنزل عليه قرآن فرأى أن ما صنعه حقه، وأيا ما كان - فيرى - من الرؤية القلبية، وجوز أن تكون من الرؤية البصرية أي فهو يبصر ما خفى عن غيره مما هو غيب.
* (أم لم ينبأ بما فى صحف موسى) *.
* (أم لم ينبأ) * أي بل ألم يخبر.
* (بما في صحف موسى) * وهي التوراة.
* (وإبراهيم الذى وفى) *.
* (وإبراهيم) * وبما في صحف إبراهيم التي نزلت عليه * (الذي وفى) * أي وفر وأتم ما أمر به، أو بالغ في الوفاء بما عاهد عليه الله تعالى، وقال ابن عباس: وفي بسهام الإسلام كلها ولم يوفها أحد غيره وهي ثلاثون سهما منها عشرة في براءة * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم) * الآيات، وعشرة في (الأحزاب: 35) * (إن المسلمين والمسلمات) * الآيات، وست في - قد أفلح المؤمنون - الآيات التي في أولها، وأربع في سأل سائل * (والذين يصدقون بيوم الدين) * (المعارج: 26) الآيات، وفي حديث ضعيف عن أبي أمامة يرفعه، وفي بأربع ركعات كان يصليهن في كل يوم، وفي رواية يصليهن أول النهار.
وأخرج أحمد من حديث معاذ بنأنس مرفوعا أيضا * (ألا أخبركم لم سمى الله تعالى إبراهيم خليله الذي وفي أنه كان يقول كلما أصبح وأمسى سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) * الآية وقال عكرمة: * (وفي) * بتبليغ هذه العشرة أن لا تزر إلى آخره * (وقيل، وقيل:) * والأولى العموم وهو مروي عن الحسن قال: ما أمره الله تعالى بشيء إلا وفى به وتخصيصه عليه السلام بهذا الوصف لاحتماله ما لا يحتمله غيره، وفي قصة الذبح ما فيه كفاية
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»