تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٢٧ - الصفحة ١١٣
وقيل: اللهب المختلط بالدخان، وقال مجاهد: اللهب الأحمر المنقطع، وقيل: اللهب الأخضر، وقال الضحاك: الدخان الذي يخرج من اللهب، وقيل: هو النار والدخان جميعا، وقرأ عيسى. وابن كثير. وشبل * (شواظ) * بكسر الشين * (من نار) * متعلق - بيرسل - أو يمضمر هو صفة - لشواظ - و * (من) * ابتدائية أي كائن من نار والتنوين للتفخيم * (ونحاس) * هو الدخان الذي لا لهب فيه كما قاله ابن عباس لنافع بن الأزرق وأنشد له قول الأعشى، أو النابغة الجعدي: تضيء كضوء السراج السلي‍ * ط لم يجعل الله فيه (نحاسا) وروي عنه أيضا، وعن مجاهد أنه الصفر المعروف أي يصب على رؤوسكما صفر مذاب، والراغب فسره باللهب بلا دخان ثم قال: وذلك لشبهه في اللون بالنحاس، وقرأ ابن أبي إسحق. والنخعي. وابن كثير. وأبو عمرو * (ونحاس) * بالجر على أنه عطف على نار، وقيل: على * (شواظ) * وجر للجوار فلا تغفل.
وقرأ الكلبي. وطلحة. ومجاهد بالجر أيضا لكنهم كسروا النون وهو لغة فيه، وقرأ ابن جبير - ونحس - كما تقول يوم نحس، وقرأ عبد الرحمن بن أبي بكرة. وابن أبي إسحق أيضا - ونحس - مضارعا، وماضيه حسه أي قتله أي ونقتل بالعذاب، وعن ابن أبي إسحق أيضا - ونحس - بالحركات الثلاث في الحاء على التخيير. وحنظلة بن عثمان - ونحس - بفتح النون وكسر السين، والحسن. وإسمعيل - ونحس - بضمتين والكسر، وهو جمع - نحاس - كلحاف ولحف، وقرأ زيد بن علي - نرسل - بالنون - شواظا - بالنصب - ونحاسا - كذلك عطفا على شواظا * (فلا تنتصران) * فلا تمتنعان وهذا عند الضحاك في الدنيا أيضا.
أخرج ابن أبي شيبة عنه أنه قال في الآية: تخرج نار من قبل المغرب تحشر الناس حتى إنها لتحشر القدرة والخنازير تبيت معهم حيث باتوا وتقيل حيث قالوا، وقال في البحر: المراد تعجيز الجن والإنس أي أنتما بحال من يرسل عليه هذا فلا يقدر على الامتناع مما يرسل عليه.
* (فبأى ءالاء ربكما تكذبان) *.
* (فبأي ءالاء ربكما تكذبان) * فإن التهديد لطف والتمييز بين المطيع والعاصي بالجزاء والانتقام من الكفار من عداد الآلاء.
* (فإذا انشقت السمآء فكانت وردة ك الدهان) *.
* (فإذا انشقت السمآء) * أي انصدعت يوم القيامة، وحديث امتناع الخرق حديث خرافة، ومثله ما يقوله أهل الهيئة اليوم في السماء على أن الانشقاق فيها على زعمهم أيضا متصور * (فكانت وردة) * أي كالوردة في الحمرة، والمراد بها النور المعروف قاله الزجاج. وقتادة، وقال ابن عباس. وأبو صالح: كانت مثل لون الفرس الورد، والظاهر أن مرادهما كانت حمراء.
وقال الفراء: أريد لون الفرس الورد يكون في الربيع إلى الصفرة، وفي الشتاء إلى الحمرة، وفي اشتداد البرد إلى الحمرة فشبه تلون السماء بتلون الورد من الخيل، وروي هذا عن الكلبي أيضا، وقال أبو الجوزاء: * (وردة) * صفراء والمعول عليه إرادة الحمرة، ونصب * (وردة) * على أنه خبر - كان -، وفي الكلام تشبيه بليغ، وقرأ عبيد بن عمير * (وردة) * بالرفع على أن - كان - تامة أي فحصلت سماء وردة فيكون من باب التجريد لأنه بمعنى كانت منها، أو فيها سماء وردة مع أن المقصود أنها نفسها كذلك فهو كقول قتادة بن مسلمة: فلئن بقيت لأرحلن بغزوة * نحو المغانم أو يموت كريم حيث عني بالكريم نفسه، وقوله تعالى: * (ك الدهان) * خبر ثان لكانت - أو نعت - لوردة - أو حال
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»