من اسم - كانت - على رأي من أجازه أي كدهن الزيت كما قال تعالى: * (كالمهل) * وهو دردي الزيت، وهو إما جمع دهن كقرط وقراط، أو اسم لما يدهن به كالحزام والادام، وعليه قوله في وصف عينين كثيرتي التذارف: كأنهما مزادتا متعجل * فريان لما تدهنا (بدهان) وهو الدهن أيضا إلا أنه أخص لأنه الدهن باعتبار إشرابه الشيء، ووجه الشبه الذوبان وهو في السماء على ما قيل من حرارة جهنم وكذا الحمرة، وقيل: اللمعان، وقال الحسن: أي كالدهان المختلفة لأنه تتلون ألوانا؛ وقال ابن عباس: الدهان الأديم الأحمر؛ ومنه قول الأعشى: وأجرد من كرام الخيل طرف * كأن على شواكله (دهانا) وهو مفرد، أو جمع، واستدل للثاني بقوله: تبعن (الدهان) الحمر كل عشية * بموسم بدر أو بسوق عكاظ وإذا شرطية جوابها مقدر أي كان ما كان مما لا تطيقه قوة البيان، أو وجدت أمرا هائلا، أو رأيت ما يذهل الناظرين وهو الناصب لإذا، ولهذا كان مفرعا ومسببا عما قبله لأن في إرسال الشواظ ما هو سبب لحدوث أمر هائل، أو رؤيته في ذلك الوقت.
* (فبأى ءالاء ربكما تكذبان) *.
* (فبأي ءالاء ربكما تكذبان) * فإن الأخبار بنحو ما ذكر مما يزجر عن الشر فهو لطف أي لطف ونعمة أي نعمة.
* (فيومئذ لا يسال عن ذنبه إنس ولا جآن) *.
* (فيومئذ) * أي يوم إذ تنشق السماء حسبما ما ذكر * (لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جآن) * لأنهم يعرفون بسيماهم وهذا في موقف، وما دل على السؤال من نحو قوله تعالى: * (فوربك لنسألنهم أجمعين) * (الحجر: 92) في موقف آخر قاله عكرمة. وقتادة وموقف السؤال على ما قيل: عند الحساب، وترك السؤال عند الخروج من القبور، وقال ابن عباس: حيث ذكر السؤال فهو سؤال توبيخ وتقرير، وحيث نفي استخبار محض عن الذنب، وقيل: المنفي هو السؤال عن الذنب نفسه والمثبت هو السؤال عن الباعث عليه، وأنت تعلم أن في الآيات ما يدل على السؤال عن نفس الذنب.
وحكى الطبرسي عن الرضا رضي الله تعالى عنه أن من اعتقد الحق ثم أذنب ولم يتب عذب في البرزخ ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسأل عنه، ولعمري إن الرضا لم يقل ذلك، وحمل الآية عليه مما لا يلتفت إليه بعين الرضا كما لا يخفى، وضمير ذنبه للإنس وهو متقدم رتبة لأنه نائب عن الفاعل، وإفراده باعتبار اللفظ، وقيل: لما أن المراد فرد من الإنس كأنه قيل: لا يسأل عن ذنبه إنسي ولا جنى، وقرأ الحسن. وعمرو بن عبيد - ولا جأن - بالهمزة فرارا من التفاء الساكنين وإن كان على حده * (فبأى ءالاء ربكما تكذبان) *.
* (فبأي ءالاء ربكما تكذبان) * يقال فيه نحو ما سمعت في سابقه.
* (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والاقدام) *.
* (يعرف المجرمون يسيماهم) * استئناف يجري مجرى التعليل لانتفاء السؤال، و * (المجرمون) * قيل: من وضع الظاهر موضع الضمير للإشارة إلى أن المراد بعض من الإنس وبعض من الجن وهو المجرمون فيكون ذلك كقوله تعالى: * (لا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) * (القصص: 78)، و - سيماهم - على ما روي عن الحسن سواد الوجوه وزرقة العيون، وقيل: ما يعلوهم من الكآبة والحزن، وجوز أن تكون أمورا أخر - كالعمى. والبكم. والصمم -.
وقرأ حماد بن سليمان بسيمائهم.
* (فيؤخذ بالنواصي) * جمع ناصية وهي مقدم الرأس * (والأقدام) * جمع قدم وهي قدم الرجل المعروفة والباء للآلة مثلها في أخذت بخطام الدابة، والجار والمجرور نائب الفاعل،