الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٤٧
نزل به ضيف أرسلها إليه ليواقعها إرادة الثواب منه والكرامة له فأقبلت الجارية إلى أبى بكر فشكت ذلك إليه فذكره أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم فأمره بقبضها فصاح عبد الله بن أبي من يعذرنا من محمد يغلبنا على مماليكنا فنزلت الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الزهري ان رجلا من قريش أسر يوم بدر وكان عند عبد الله بن أبي أسيرا وكانت لعبد الله بن أبي جارية يقال لها معاذة وكان القرشي الأسير يريدها على نفسها وكانت مسلمة فكانت تمتنع منه لإسلامها وكان عبد الله بن أبي يكرهها على ذلك ويضربها رجاء ان تحمل للقرشي فيطلب فداء ولده فأنزل الله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء * وأخرج الخطيب في رواة مالك من طريق مالك عن ابن شهاب ان عمر بن ثابت أخا بنى الحرث بن الخزرج حدثه ان هذه الآية في سورة النور ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء نزلت في معاذة جارية عبد الله بن أبي ابن سلول وذلك أن عباس بن عبد المطلب كان عندهم أسيرا فكان عبد الله بن أبي يضربها على أن تمكن عباسا من نفسها رجاء ان تحمل منه فيأخذ ولده فداء فكانت تأبى عليه وقال ذلك الغرض الذي كان ابن أبي يبتغى * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال كانوا يأمرون ولائدهم ان يباغوا فكن يفعلن ذلك ويصبن فيأتين بكسبهن قال وكان لعبد الله ابن أبي جارية فكانت تباغي وكرهت ذلك وحلفت ان لا تفعله فأكرهها فأنزل الله الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال بلغنا والله أعلم ان هذه الآية نزلت في رجلين كانا يكرهان أمتين لهما إحداهما اسمها مسيكة وكانت للأنصاري والأخرى أميمة أم مسيكة لعبد الله بن أبي وكانت معاذة وأروى بتلك المنزلة فاتت مسيكة وأمها النبي صلى الله عليه وسلم فذكرتا ذلك له فأنزل الله في ذلك ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء يعنى الزنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء قال لا تكرهوا إمائكم على الزنا فان فعلتم فان الله لهن غفور رحيم وإثمهن على من يكرههن * وأخرج ابن أبي شيبة عن رافع بن خديج أن النبي صلى الله عليه قال كسب الحجام خبيث ومهر البغي خبيث * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جحيفة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مهر البغي * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال في قراءة ابن مسعود فان الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم قال للمكرهات على الزنا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ان أردن تحصنا أي عفة وإسلاما * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير لتبتغوا عرض الحياة الدنيا يعنى كسبهن وأولادهن من الزنا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد فان الله من بعد إكراههن غفور رحيم قال للمكرهات على الزنا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم قال لهن وليست لهم * قوله تعالى (ولقد أنزلنا إليكم آيات) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات يعنى ما فرض عليهم في هذه السورة * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم * قوله تعالى (الله نور السماوات والأرض) * أخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تهجد في الليل يدعو اللهم لك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيام السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك حق ووعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت واليك أنبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت الهى لا اله الا أنت * وأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي عن زيد بن أرقم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دبر صلاة الغداة وفي دبر الصلاة اللهم ربنا ورب كل شئ انا شهيد بأنك أنت الرب وحدك لا شريك لك اللهم ربنا ورب كل شئ انا شهيد ان محمدا عبدك ورسولك اللهم ربنا ورب كل شئ انا شهيد ان العباد كلهم إخوة اللهم ربنا ورب كل شئ اجعلني مخلصا لك وأهلي في كل ساعة في الدنيا والآخرة ذا الجلال والاكرام اسمع واستجب الله أكبر الله أكبر الله نور السماوات والأرض الله أكبر الله أكبر حسبي الله ونعم الوكيل الله أكبر الله أكبر * وأخرج الطبراني عن سعيد ابن جبير قال كان ابن عباس يقول اللهم إني أسالك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض ان تجعلني في
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست