الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٤
لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه * وأخرج ابن سعد عن أبي قلابة قال سالت مسلم بن يسار عن الخشوع في الصلاة فقال تضع بصرك حيث تسجد * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والنسائي عن عائشة قالت سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة انه قال في مرضه أقعدوني أقعدوني فان عندي وديعة أودعنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يلتفت أحدكم في صلاته فان كان لابد فاعلا ففي غير ما افترض الله عليه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة من طريق عطاء قال سمعت أبا هريرة يقول إذا صليت فان ربك امامك وأنت مناجيه فلا تلتفت قال عطاء وبلغني ان الرب يقول يا ابن آدم إلى من تلتفت أنا خير لك ممن تلتفت إليه * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء قال إياكم والالتفات في الصلاة فإنه لا صلاة للملتفت وإذا غلبتم على تطوع فلا تغلبوا على المكتوبة * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال إن الله لا يزال مقبلا على العبد ما دام في صلاته ما لم يحدث أو يلتفت * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن منقد قال إذا قام الرجل إلى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فإذا التفت أعرض عنه * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال إذا قام الرجل في الصلاة أقبل الله عليه بوجهه ما لم يلتفت * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحكم قال إن من تمام الصلاة ان لا تعرف من عن يمينك ولا من عن شمالك * وأخرج الحاكم وصححه من طريق جبير بن نفير بن عوف بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى السماء يوما فقال هذا أوان ما يرفع العلم فقال له رجل من الأنصار يقال له ابن لبيد يا رسول الله كيف يرفع وقد أثبت في الكتب ووعته القلوب فقال إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله قال فلقيت شداد بن أوس فحدثته فقال صدق عوف الا أخبرك بأول ذلك قلت بلى قال الخشوع حتى لا ترى خاشعا * وأخرج الحاكم وصححه من طريق جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شئ فقال زياد بن لبيد يا رسول الله وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذا التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا يغنى عنهم فلقيت عبادة بن الصامت فقلت له ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء وأخبرته فقال صدق وان شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك ان تدخل المسجد فلا ترى فيه رجلا خاشعا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والحاكم وصححه عن حذيفة قال أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ولتنقضن عرا الاسلام عروة عروة وليصلين النساء وهن حيض ولتسلكن طريق من كان قبلكم حذو القذة بالقذة وحذوا النعل بالنعل لا تخطو طريقهم ولا تخطئ بكم حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة تقول إحداهما ما بال الصلاة الخمس لقد ضل من كان قبلنا انما قال الله أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل لا تصلوا الا ثلاثا وتقول الأخرى انما المؤمنون بالله كايمان الملائكة لا فينا كافر ولا منافق حق على الله ان يحشرهما مع الدجال * وأخرج أحمد عن أبي اليسر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال منكم من يصلى الصلاة كاملة ومنكم من يصلى النصف والثلث والربع حتى بلغ العشر * وأخرج ابن أبي شيمة ومسلم وابن ماجة عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينتهين قوم يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أولا ترجع إليهم * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد في ذلك حتى قال لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أولا ترجع إليهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال أما يخشى أحدكم إذا رفع بصره إلى السماء ان لا يرجع إليه بصره يعنى وهو في الصلاة * قوله تعالى (والذين هم عن اللغو معرضون) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والذين هم عن اللغو معرضون قال الباطل * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله والذين هم عن اللغو قال عن المعاصي * وأخرج ابن المبارك
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست