الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣
سعيد بن جبير في قوله قد أفلح المؤمنون يعنى سعد المصدقون بتوحيد الله * وأخرج عبد بن حميد عن طلحة بن مصرف انه كان يقرأ قد أفلح المؤمنون برفع أفلح * وأخرج عن عاصم انه قرأ بنصب أفلح * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله قد أفلح المؤمنون قال فازوا وسعدوا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول لبيد فاعقلي ان كنت ما تعقلي * ولقد أفلح من كان عقل * قوله تعالى (الذين هم في صلاتهم خاشعون) * أخرج سعيد بن منصور وابن جرير والبيهقي في سننه عن محمد ابن سيرين قال نبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى يرفع بصره إلى السماء فنزلت الذين هم في صلاتهم خاشعون * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في مراسيله وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من وجه آخر عن ابن سيرين قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة نظر هكذا وهكذا يمينا وشمالا فنزلت الذين هم في صلاتهم خاشعون فحنى رأسه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد ابن سيرين قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة ويلتفتون يمينا وشمالا فأنزل الله قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون فقالوا برؤوسهم فلم يرفعوا أبصارهم بعد ذلك في الصلاة ولم يلتفتوا يمينا وشمالا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما ينظر إلى الشئ في الصلاة فرفع بصره حتى نزلت آية ان لم تكن هذه فلا أدرى ما هي الذين هم في صلاتهم خاشعون فوضع رأسه * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت الذين هم في صلاتهم خاشعون فطأطأ رأسه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر في قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال كانوا إذا قاموا في الصلاة أقبلوا على صلاتهم وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم وعلموا ان الله يقبل عليهم فلا يلتفتون يمينا ولا شمالا * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن علي انه سئل عن قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال الخشوع في القلب وان تلين كنفك للمرء المسلم وان لا تلتفت في صلاتك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال خائفون ساكنون * وأخرج الحكيم الترمذي والبيهقي في شعب الايمان عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من خشوع النفاق قالوا يا رسول الله وما خشوع النفاق قال خشوع البدن ونفاق القلب * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي الدرداء قال استعيذوا بالله من خشوع النفاق قيل له وما خشوع النفاق قال إن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال الخشوع في القلب هو الخوف وغض البصر في الصلاة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن إبراهيم الذين هم في صلاتهم خاشعون قال الخشوع في القلب وقال ساكتون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال كان خشوعهم في قلوبهم فغضوا بذلك أبصارهم وخفضوا لذلك الجناح وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الزهري الذين هم في صلاتهم خاشعون قال هو سكون المرء في صلاته * وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال الخشوع في الصلاة السكوت فيها * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن مجاهد عن عبد الله بن الزبير انه كان يقوم للصلاة كأنه عود وكان أبو بكر رضي الله عنه يفعل ذلك وقال مجاهد هو الخشوع في الصلاة * وأخرج الحكيم الترمذي من طريق القاسم بن محمد عن أسماء بن أبي بكر عن أم رومان والدة عائشة قالت رآني أبو بكر الصديق رضي الله عنه أتميل في صلاتي فزجرني زجرة كدت انصرف من صلاتي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام أحدكم في الصلاة فليسكن أطرافه لا يتميل تميل اليهود فان سكون الأطراف في الصلاة من تمام الصلاة * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه رأى رجلا يعبث بحليته في صلاته فقال
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست