وهو أعلم فيقولون لتكون العزة لك فيقول الله تعستم ثم ما يبقى نفس قتلها الا قتل بها ولا مظلمة ظلمها الا أخذ وكان في مشيئة الله تعالى ان شاء عذبه وان شاء رحمه ثم يقضى الله بين من بقى من خلقه حتى لا يبقى مظلمة لأحد عند أحد الا أخذها الله تعالى للمظلوم من الظالم حتى أنه ليكلف يومئذ شائب اللبن للبيع الذي كان يشوب اللبن بالماء ثم يبيعه فيكلف أن يخلص اللبن من الماء فإذا فرغ الله من ذلك نادى نداء أسمع الخلائق كلهم الا ليلحق كل قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله فلا يبقى أحد عبد من دون الله شيئا الا مثلث له آلهة بين يديه ويجعل يومئذ من الملائكة على صورة عزيز ويجعل ملك من الملائكة على صورة عيسى فيتبع هذا اليهود وهذا النصارى ثم يعود بهم آلهتهم إلى النار فهي التي قال الله لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون فإذا لم يبق الا المؤمنون وفيهم المنافقون فيقال لهم يا أيها الناس ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون فيقولون والله ما لنا اله الا الله وما كنا نعبد غيره فيقال لهم الثانية والثالثة فيقولون مثل ذلك فيقول أنا ربكم فهل بينكم وبين ربكم آية تعرفونه بها فيقولون نعم فيكشف عن ساق ويريهم الله ما شاء من الآية أن يريهم فيعرفون أنه ربهم فيخرون له سجدا لوجوههم ويخر كل منافق على قفاه يجعل الله أصلابهم كصياصي البقر ثم يأذن الله لهم فيرفعون رؤسهم ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم كدقة الشعر وكحد السيف عليه كلاليب وخطاطيف وحسك كحسك السعدان دونه جسر دحض مزلة فيمرون كطرف العين وكلمح البرق وكمر الريح وكجياد الخيل وكجياد الركاب وكجياد الرجال فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوش على وجهه في جهنم فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة فدخلوها فوالذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم إذا دخلوا الجنة فدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله في الجنة واثنتين آدميتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهما في الدنيا فيدخل على الأولى منهن في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ على سبعون زوجا من سندس واستبرق ثم انه يضع يده بين كتفيها فينظر إلى يدها من صدرها ومن وراء ثيابها ولحمها وجلدها وانه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في الياقوتة كبدها له مرآة فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله ولا يأتيها مرة الا وجدها عذراء لا يفتران ولا يألمان فبينما هو كذلك إذ نودي فيقال له انا قد عرفنا انك لا تمل ولا تمل وان لك أزواجا غيرها فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة كلما جاء واحدة قالت له والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك ولا شيئا في الجنة أحب إلى منك قال وإذا وقع أهل النار في النار وقع فيها خلق من خلق الله أوبقتهم أعمالهم فمنهم ممن تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار في جسده كله الا وجهه حرم الله صورهم على النار فينادون في النار فيقولون من يشفع لنا إلى ربنا حتى يخرجنا من النار فيقولون ومن أحق بذلك من أبيكم آدم فينطلق المؤمنون إلى آدم فيقولون خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وكلمك فيذكر آدم ذنبه فيقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بنوح فإنه أول رسل الله فيأتون نوحا عليه السلام ويذكرون ذلك إليه فيذكر ذنبا فيقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بإبراهيم فان الله اتخذه خليلا فيؤتى إبراهيم فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنبا فيقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بموسى فان الله قربه نجيبا وكلمه وأنزل عليه التوراة فيؤتى موسى فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنبا ويقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بروح الله وكلمته عيسى بن مريم عليه السلام فيؤتى عيسى بن مريم عليه السلام فيطلب ذلك إليه فيقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيأتوني ولد عند ربى ثلاث شفاعات وعدنيهن فانطلق حتى آتي باب الجنة فآخذ بحلقة الباب فاستفتح فيفتح لي فاخر ساجدا فيأذن لي من حمده وتمجيده بشئ ما أذن به لأحد من خلقه ثم يقول ارفع رأسك يا محمد اشفع تشفع وسل تعطه فإذا رفعت رأسي قال لي وهو أعلم ما شأنك فأقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني فأقول يا رب من وقع في النار من أمتي فيقول الله أخرجوا من عرفتم صورته فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد ثم يأذن الله بالشفاعة فلا يبقى نبي ولا شهيد الا شفع فيقول الله أخرجوا من وجدتم في قلبه زنة دينار من خير فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد وحتى لا يبقى في النار من عمل خيرا قط ولا يبقى أحد له شفاعة الا شفع حتى أن إبليس ليتطاول في النار لما يرى من رحمة الله رجاء ان يشفع له ثم يقول الله بقيت وأنا أرحم
(٣٤١)