الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٠
أزواجه النوافل بالليل والنهار * قوله تعالى (ان المسلمين والمسلمات) الآية * أخرج أحمد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال فلم ير عنى منه ذات يوم الا نداؤه على المنبر وهو يقول يا أيها الناس ان الله يقول إن المسلمين والمسلمات إلى آخر الآية * وأخرج الفريابي وابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم مالي أسمع الرجال يذكرون في القرآن والنساء لا يذكرن فأنزل الله ان المسلمين والمسلمات الآية * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والطبراني وابن مردويه عن أم عمارة الأنصارية رضي الله عنها انها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ما أرى كل شئ الا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشئ فنزلت هذه الآية ان المسلمين والمسلمات * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قالت النساء يا رسول الله ما باله يذكر المؤمنون ولم يذكر المؤمنات فنزل ان المسلمين والمسلمات الآية * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال دخل نساء على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلن قد ذكركن الله في القرآن ولم نذكر بشئ أما فينا ما يذكر فأنزل الله ان المسلمين والمسلمات الآية * وأخرج ابن سعد عن عكرمة ومن وجه آخر عن قتادة رضي الله عنه قال لما ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال النساء لو كان فينا خير لذكرن فأنزل الله ان المسلمين والمسلمات الآية * وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه قال قال النساء للرجال أسلمنا كما أسلمتم وفعلنا كما فعلتم فتذكرون في القرآن ولا نذكر وكان الناس يسمون المسلمين فلما هاجروا سموا المؤمنين فأنزل الله ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات يعنى المطيعين والمطيعات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات شهر رمضان والحافظين فروجهم والحافظات يعنى من النساء والذاكرين الله كثيرا والذاكرات يعنى ذكر الله وذكر نعمه أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ان المسلمين والمسلمات يعنى المخلصين لله من الرجال والمخلصات من النساء والمؤمنين والمؤمنات يعنى المصدقين والمصدقات والقانتين والقانتات يعنى المطيعين والمطيعات والصادقين والصادقات يعنى الصادقين في ايمانهم والصابرين والصابرات يعنى على أمر الله والخاشعين يعنى المتواضعين لله في الصلاة من لا يعرف من عن يمينه ولا من عن يساره ولا يلتفت من الخشوع لله والخاشعات يعنى المتواضعات من النساء والصائمين والصائمات قال من صام شهر رمضان وثلاثة أيام من كل شهر فهو من أهل هذه الآية والحافظين فروجهم والحافظات قال يعنى فروجهم عن الفواحش ثم أخبر بثوابهم فقال أعد الله لهم مغفرة يعنى لذنوبهم وأجرا عظيما يعنى جزاء وافرا في الجنة * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين كانا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال لا يكتب الرجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا * قوله تعالى (وما كان لمؤمن) الآية * أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثة فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها قالت لست بناكحته قال بلى فانكحيه قالت يا رسول الله أو أمر في نفسي فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا الآية قالت قد رضيته لي يا رسول الله منكحا قال نعم قالت اذن لا أعصى رسول الله قد أنكحته نفسي * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة فاستنكفت منه وقالت أنا خير منه حسبا وكانت امرأة فيها حدة فأنزل الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة الآية كلها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست