والانس وجميع الخلق فيقول أهل الأرض أفيكم ربنا فيقولون لا ثم تشقق السماء الثانية فينزل أهلها وهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن الجن والإنس وجميع الخلق فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والانس وجميع الخلق ثم ينزل أهل السماء الثالثة فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والانس وجميع الخلق ثم ينزل أهل السماء الرابعة وهم أكثر من أهل الثالثة والثانية والأولى وأهل الأرض ينزل أهل السماء الخامسة وهم أكثر ممن تقدم ثم أهل السماء السادسة كذلك ثم أهل السماء السابعة وهم أكثر من أهل السماوات وأهل الأرض ثم ينزل ربنا في ظلل من الغمام وحوله الكروبيون وهم أكثر من أهل السماوات السبع والانس والجن وجميع الخلق لهم قرون ككعوب القنا وهم حملة العرش لهم رجل بالتسبيح والتحميد والتقديس لله تعالى ومن أخمص قدم أحدهم إلى كعبه مسيرة خمسمائة عام ومن كعبه إلى ركبته خمسمائة عام ومن ركبته إلى فخذه مسيرة خمسمائة عام ومن فخذه إلى ترقوته مسيرة خمسمائة عام ومن ترقوته إلى موضع القرط مسيرة خمسمائة عام وما فوق ذلك خمسمائة عام * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك ويوم تشقق السماء بالغمام قال هو قطع السماء إذا انشقت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ويوم تشقق السماء بالغمام قال هو الذي قال في ظلل من الغمام الذي يأتي الله فيه يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية يقول تشقق عن الغمام الذي يأتي الله فيه غمام زعموا في الجنة * قوله تعالى (ويوم يعض الظالم على يديه) * أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان أبا معيط كان يجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة لا يؤذيه وكان رجلا حليما وكان بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه وكان لأبي معيط خليل غائب عنه بالشام فقالت قريش صبا أبو معيط وقدم خليله من الشام ليلا فقال لامرأته ما فعل محمد مما كان عليه فقالت أشد مما كان أمرا فقال ما فعل خليلي أبو معيط فقالت صبا فبات بليلة سوء فلما أصبح أتاه أبو معيط فحياه فلم يرد عليه التحية فقال مالك لا ترد على تحيتي فقال كيف أرد عليك تحيتك وقد صبوت قال أوقد فعلتها قريش قال نعم قال فما يبرئ صدورهم ان أنا فعلت قال تأتيه في مجلسه وتبزق في وجهه وتشتمه بأخبث ما تعلمه من الشتم ففعل فلم يزد النبي صلى الله عليه وسلم ان مسح وجهه من البزاق ثم التفت إليه فقال إن وجدتك خارجا من جبال مكة أضرب عنقك صبرا فلما كان يوم بدر وخرج أصحابه أبى أن يخرج فقال له أصحابه اخرج معنا قال قد وعدني هذا الرجل ان وجدني خارجا من جبال مكة أن يضرب عنقي صبرا فقالوا لك جمل أحمر لا يدرك فلو كانت الهزيمة طرت عليه فخرج معهم فلما هزم الله المشركين وحل به جمله في جدد من الأرض فاخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيرا في سبعين من قريش وقدم إليه أبو معيط فقال تقتلني من بين هؤلاء قال نعم بما بزقت في وجهي فأنزل الله في أبى معيط ويوم بعض الظالم على يديه إلى قوله وكان الشيطان للانسان خذولا * وأخرج أبو نعيم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان عقبة بن أبي معيط لا يقدم من سفر الا صنع طعاما فدعا إليه أهل مكة كلهم وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ويعجبه حديثه وغلب عليه الشقاء فقدم ذات يوم من سفر فصنع طعاما ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه فقال ما أنا بالذي آكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله فقال أطعم يا ابن أخي قال ما أنا بالذي افعل حتى تقول فشهد بذلك وطعم من طعامه فبلغ ذلك أبي بن خلف فاتاه فقال أصبوت يا عقبة وكان خليله فقال لا والله ما صبوت ولكن دخل على رجل فأبى أن يطعم من طعامي الا ان أشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل ان يطعم فشهدت له فطعم فقال ما أنا بالذي أرضى عنك حتى نأتيه فتبزق في وجهه ففعل عقبة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ألقاك خارجا من مكة الا علوت رأسك بالسيف فأسر عقبة يوم بدر فقتل صبرا ولم يقتل من الأسارى يومئذ غيره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال كان أبي بن خلف يحضر النبي صلى الله عليه وسلم فزجره عقبة بن أبي معيط فنزل ويوم يعض الظالم على يديه إلى قوله وكان الانسان خذولا * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن جرير وابن المنذر عن مقسم مولى ابن عباس قال إن عقبة بن أبي معيط وأبى بن خلف الجمحي التقيا فقال عقبة بن أبي معيط لأبي بن خلف وكانا خليلين في الجاهلية وكان أبى قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الاسلام
(٦٨)