الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣٦٤
عينه * وأخرج أحمد والنسائي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه قلنا يا رسول الله كلنا يكره الموت قال ليس ذلك كراهية الموت ولكن المؤمن إذا احتضر جاءه البشير من الله بما هو صائر إليه فليس شئ أحب إليه من أن يكون لقى الله فأحب الله لقاءه وان الكافر والفاجر إذا احتضر جاءه بما هو صائر إليه من الشر فكره لقاء الله فكره الله لقاءه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت أنه قرأ السجدة حتى بلغ تتنزل عليهم الملائكة فوقف قال بلغنا ان العبد المؤمن يبعثه الله من قبره يتلقاه ملكاه اللذان كانا معه في الدنيا فيقولان له لا تخف ولا تحزن وأبشر بالجنة التي كنت توعد فيؤمن الله خوفه ويقر عينه بما عصمه الا وهي للمؤمن قرة عين لما هداه الله تعالى ولما كان يعمل في الدنيا * وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه نحن أولياؤكم الآية قال رفقاؤكم في الدنيا لا نفارقكم حتى ندخل معكم الجنة ولفظ عبد بن حميد قال قرناؤهم الذين معهم في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قالوا لن نفارقكم حتى ندخلكم الجنة * وأخرج أبو نعيم في صفة الجنة والبيهقي في البعث عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أهل الجنة في مجلس لهم إذ سطح لهم نور على باب الجنة فرفعوا رؤسهم فإذا الرب تعالى قد أشرف فقال يا أهل الجنة سلوني فقالوا نسألك الرضا عنا قال رضاي أحلكم داري وأنا لكم كرامتي هذه وأيها تسألوني قالوا نسألك الزيادة قال فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر أزمتها زبرجد أخضر وياقوت أحمر فجاؤوا عليها تضع حوافرها عند منتهى طرفها فامر الله بأشجار عليها الثمار فتجئ حور من العين وهن يقلن نحن الناعمات فلا نبأس ونحن الخالدات فلا نموت أزواج قوم مؤمنين كرام ويأمر الله بكثبان من مسك أبيض أذفر فتنثر عليهم ريحا يقال لها المثيرة حتى تنتهى بهم إلى جنة عدن وهي قصبة الجنة فتقول الملائكة يا ربنا قد جاء القوم فيقول مرحبا بالصادقين فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله فيتمتعون بنور الرحمن حتى لا يبصر بعضهم بعضا ثم يقول ارجعوهم إلى القصور بالتحف فيرجعون وقد أبصر بعضهم بعضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك قوله تعالى نزلا من غفور رحيم * وأخرج ابن النجار من حديث أبي هريرة رضى الله تعالى عنه مثله سواء * قوله تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله قالت المؤذن وعمل صالحا قالت ركعتان فيما بين الأذان والإقامة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت ما أرى هذه الآية نزلت الا في المؤذنين ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله قال هو النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن سيرين رضي الله عنه في قوله ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال هو المؤمن عمل صالحا ودعا إلى الله تعالى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين قال هذا عبد صدق قوله وعمله ومولجه ومخرجه وسره وعلانيته ومشهده ومغيبه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله قال قول لا إله إلا الله يعنى المؤذن وعمل صالحا صام وصلى * وأخرج الخطيب في تاريخه عن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه في قوله ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله قال الاذان وعمل صالحا قال الصلاة بين الأذان والإقامة قال الخطيب قال أبو بكر النقاش رضي الله عنه قال لي أبو بكر بن أبي داود في تفسيره عشرون ومائة ألف حديث ليس فيه هذا الحديث * وأخرج سعيد بن منصور عن عاصم بن هبيرة قال إذا فرغت من أذانك فقل لا إله إلا الله والله أكبر وأنا من المسلمين ثم قرأ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن معاوية رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن المؤمن أطول الناس أعناقا يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة والديلمي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال سيد المؤذنين يوم القيامة ولا يتبعه الا مؤمن والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤذن يغفر له مد صوته ويصدقه كل
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 » »»
الفهرست