الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٣٤٧
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يعبد الله على حرف قال كان الرجل يأتي المدينة مهاجرا فان صح جسمه وتتابعت عليه الصدقة وولدت امرأته غلاما وأنتجت فرسه مهرا قال والله لنعم الدين وجدت دين محمد صلى الله عليه وسلم هذا ما زلت أعرف الزيادة في جسدي وولدي وان سقم بها جسمه واحتبست عليه الصدقة وأزلقت فرسه وأصابته الحاجة وولدت امرأته الجارية قال والله لبئس الدين دين محمد هذا والله ما زلت أعرف النقصان في جسدي وأهلي وولدي ومالي * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يعبد الله على حرف قال على شك فان أصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب على وجهه يقول إن أصاب خصبا وسلوة من عيش وما يشتهى اطمأن إليه وقال أنا على حق وأنا أعرف الذي أنا عليه وان أصابته فتنة أي بلاء انقلب على وجهه يقول ترك ما كان عليه من الحق فأنكر معرفته خسر الدنيا والآخرة يقول خسر دنياه التي كان لها يحزن وبها يفرح ولها يسخط ولها يرضني وهي همه وسدمه وطلبته ونيته ثم أفضى إلى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها خيرا فذلك هو الخسران المبين * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله يدعو من دون الله ما لا يضره ان عصاه في الدنيا وما لا ينفعه ان أطاعه وهو الصنم يدعو لمن ضره أقرب من نفعه يقول ضره في الآخرة من أجل عبادته إياه في الدنيا لبئس المولى يقول الصنم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد لبئس المولى ولبئس العشير قال الصاحب * قوله تعالى (من كان يظن أن لن ينصره الله) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من كان يظن أن لن ينصره الله قال من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب قال فليربط حبلا إلى السماء قال إلى سماء بيته السقف ثم ليقطع قال ثم يختنق به حتى يموت * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من كان يظن أن لن ينصره الله يقول إن لن يرزقه الله فليمدد بسبب إلى السماء فليأخذ حبلا فليربطه في سماء بيته فليختنق به فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ قال فلينظر هل ينفعه ذلك أو يأتيه برزق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه من كان يظن أن لن ينصره الله قال إن لن يرزقه الله فليمدد بسبب إلى السماء قال بحبل بيته ثم ليقطع ثم ليختنق فلينظر هل يذهبن كيده ذلك ما يغيظ قال ذلك خيفة ان لا يرزق * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه ويكابد هذا الامر ليقطعه عنه فليقطع ذلك من أصله من حيث يأتيه فان أصله في السماء ليقطع أي عن النبي الوحي الذي يأتيه من الله ان قدر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا فليجعل حبلا لسماء بيته فليختنق به فلينظر هل يغيظ ذلك الا نفسه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله من كان يظن أن لن ينصره الله يقول من كان يظن أن الله غير ناصر دينه فليمدد بحبل إلى السماء سماء البيت فليختنق فلينظر ما يرد ذلك في يده * قوله تعالى (ان الذين آمنوا) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان الذين آمنوا الآية قال الصابئون قوم يعبدون الملائكة ويصلون القبلة ويقرؤن الزبور والمجوس عبدة الشمس والقمر والنيران وأما الذين أشركوا فهم عبدة الأوثان ان الله يفصل بينهم يوم القيامة قال الأديان ستة فخمسة للشيطان ودين لله عز وجل * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ان الله يفصل بينهم قال فصل قضاءه بينهم فجعل الجنة مشتركة وجعل هذه الأمة واحدة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله وقالت الصائبة نحن نعبد الملائكة من دون الله وقالت المجوس نحن نعبد الشمس والقمر من دون الله وقالت المشركون نحن نعبد الأوثان من دون الله فأوحى الله إلى نبيه ليكذب قولهم قل هو الله أحد إلى آخرها وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا وأنزل الله ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال الذين هادوا اليهود والصابئون ليس لهم كتاب والمجوس
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»
الفهرست