الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٥
أبى عبيدة بن الجراح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلى الجنة فإذا سألتم الله عز وجل فسألوه الفردوس * قوله تعالى (خالدين فيها لا يبغون عنها حولا) * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لا يبغون عنها حولا قال متحولا * قوله تعالى (قل لو كان البحر) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى يقول علم ربى * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربى يقول ينفد ماء البحر قبل ان ينفد كلام الله وحكمته * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي البختري قال صحب سلمان رجل ليتعلم منه فانتهى إلى دجلة وهي تطفح فقال له سلمان انزل فاشرب فشرب قال له ازدد فازداد قال كم نقصت منه قال ما عسى ان أنقص من هذه قال سلمان فكذلك العلم تأخذ منه ولا تنقصه * قوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه الآية قال نزلت في المشركين الذين عبدوا مع الله إلها غيره وليست هذه في المؤمنين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي الدنيا في الاخلاص وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن طاوس قال قال رجل يا نبي الله انى أقف مواقف ابتغى وجه الله وأحب أن يرى موطني فلم يرد عليه شيئا حتى نزلت هذه الآية فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا وأخرجه الحاكم وصححه والبيهقي موصولا عن طاوس عن ابن عباس * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كان من المسلمين من يقاتل وهو يحب ان يرى مكانه فأنزل الله فمن كان يرجو لقاء ربه الآية * وأخرج ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وابن عساكر من طريق السدى الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح له فزاد في ذلك لمقالة الناس فلامه الله فنزل في ذلك فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا * وأخرج هناد في الزهد عن مجاهد قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتصدق بالصدقة والتمس بها ما عند الله وأحب أن يقال لي خيرا فنزلت فمن كان يرجو لقاء ربه الآية * وأخرج هناد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن سعيد في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه قال ثواب ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك قال لا يرائي بعبادة ربه أحدا * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه قال من كان يخشى البعث في الآخرة فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا من خلقه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ربكم يقول أنا خير شريك فمن أشرك معي في عمله أحدا من خلقي تركت العمل كله له ولم أقبل الا ما كان لي خالصا ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا * وأخرج ابن أبى حاتم عن كثير بن زياد قال قلت للحسن قول الله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا قال في المؤمن نزلت قلت أشرك بالله قال لا ولكن أشرك بذلك العمل عملا يريد الله به والناس فذلك يرد عليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الواحد بن زيد قال قلت للحسن أخبرني عن الرياء أشرك هو قال نعم يا بنى وما تقرأ فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا * وأخرج الطبراني عن شداد بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الأولين والآخرين ببقيع واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي قال أنا خير شريك كل عمل عمل لي في دار الدنيا كان لي فيه شريك فانا أدعه اليوم ولا أقبل اليوم الا خالصا ثم قرأ الا عباد الله المخلصين فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا * وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وابن ماجة والبيهقي عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فان الله أغنى الشركاء عن الشرك * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة ان رجلا قال يا رسول الله الرجل يجاهد في سبيل الله وهو يبتغى عرضا من الدنيا قال لا أجر له فأعظم الناس هذه فعاد الرجل فقال لا أجر له * وأخرج ابن أبي الدنيا في الاخلاص وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن شداد بن أوس قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست