الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٦٣
لبس رجل ثوبا جديدا فحمد الله فادخل الجنة أو غفر له * قوله تعالى (وقضينا إلى بني إسرائيل) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقضينا إلى بني إسرائيل قال أعلمناهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقضينا إلى بني إسرائيل قال أخبرناهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقضينا إلى بني إسرائيل قال قضينا عليهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين قال هذا تفسير الذي قبله * وأخرج ابن المنذر والحاكم عن طاوس قال كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما ومعنا رجل من القدرية فقلت ان أناسا يقولون لا قدر قال أوفى القوم أحد منهم قلت لو كان ما كنت تصنع به قال لو كان فيهم أحد منهم لاخذت برأسه ثم قرأت عليه وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن الله عهد إلى بني إسرائيل في التوراة لتفسدن في الأرض مرتين فكان أول الفساد قتل زكريا عليه السلام فبعث الله عليهم ملك النبط فبعث الجنود وكانت أساورته ألف فارس فهم أولو باس فتحصنت بنو إسرائيل وخرج فيهم بختنصر يتيما مسكينا انما خرج يستطعم وتلطف حتى دخل المدينة فأتى مجالسهم وهم يقولون لو يعلم عدونا ما قذف في قلوبنا من الرعب بذنوبنا ما أرادوا قتالنا فخرج بختنصر حين سمع ذلك منهم وأشد القيام على الجيش فرجعوا وذلك قول الله فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى باس شديد الآية ثم إن بني إسرائيل تجهزوا فغزوا النبط فأصابوا منهم فاستنقذوا ما في أيديهم فذلك قول الله ثم رددنا لكم الكرة عليهم الآية * وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله لتفسدن في الأرض مرتين قال الأولى قتل زكريا عليه الصلاة والسلام والأخرى قتل يحيى عليه السلام * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية العوفي رضي الله عنه في قوله لتفسدن في الأرض مرتين قال أفسدوا المرة الأولى فبعث الله عليهم جالوت فقتلهم وأفسدوا المرة الثانية فقتلوا يحيى بن زكريا عليهم السلام فبعث الله عليهم بختنصر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعث الله عليهم في الأولى جالوت فجاس خلال ديارهم وضرب عليهم الخراج والذل فسألوا الله أن يبعث إليهم ملكا يقاتلون في سبيل الله فبعث الله طالوت فقتل جالوت فنصر بنو إسرائيل وقتل جالوت بيدي داود عليه السلام ورجع إلى بني إسرائيل ملكهم فلما أفسدوا بعث الله عليهم في المرة الآخرة بختنصر فخرب المساجد وتبر ما علوا تتبيرا قال الله بعد الأولى والآخرة عسى ربكم ان يرحمكم وان عدتم عدنا قال فعادوا فسلط الله عليهم المؤمنين * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبى هاشم العبدي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ملك ما بين المشرق والمغرب أربعة مؤمنات وكافران اما الكافران فالفرخان وبختنصر فأنشأ أبو هاشم يحدث قال كان رجل من أهل الشام صالحا فقرأ هذه الآية وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب إلى قوله علوا كبيرا قال يا رب أما الأولى فقد فاتتني فأرني الآخرة فأتي وهو قاعد في مصلاه قد خفق برأسه فقيل الذي سالت عنه ببابل واسمه بختنصر فعرف الرجل انه قد استجيب له فاحتمل جرابا من دنانير فاقبل حتى انتهى إلى بابل فدخل على الفرخان فقال انى قد جئت بمال فاقسمه بين المساكين فامر به فأنزل فجمعوهم له ثم جعل يعطيهم ويسألهم عن أسمائهم حتى إذا فرغ ممن بحضرته قيل له فإنه قد بقيت منهم بقايا في الرساتيق فجعل يبعث فتاه حتى إذا كان الليل رجع إليه فاقرأه رجلا رجلا فأتى على ذكر بختنصر فقال قف كيف قلت قال بختنصر قال وما بختنصر هذا قال هو أشدهم فاقة وهو مقعد يأتي عليه السفارون فيلقى أحدهم إليه الكسرة ويأخذ بأنفه قال فإني مسلم به 7 لابد قال الآخر فإنما هو في خيمة له يحدث فيها حتى أذهب فأقلبها وأغسله قال دونك هذه الدنانير فاقبل إليه بالدنانير فأعطاها إياه ثم رجع إلى صاحبه فجاء معه فدخل الخيمة فقال ما اسمك قال بختنصر قال من سمك بختنصر قال من عسى يسميني الا أمي قال فهل لك أحد قال لا والله انى لههنا أخاف بالليل أن تأكلني الذئاب قال فأي الناس أشد بلاء قال أنا قال أفرأيت ان ملكت يوما من دهر أتجعل لي أن لا تعصيني قال أي سيدي لا يضرك ان لا تهزأ بي قال أرأيت ان ملكت مرة أتجعل لي ان لا تعصيني قال أما هذه فلا اجعلها لك ولكن سوف
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست