الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٥٧
قد علمت تلك الليلة فنظر إليه قيصر فقال ما علمك بهذا قال انى كنت لا أبيت ليلة حتى أغلق أبواب المسجد فلما كانت تلك الليلة أغلقت الأبواب كلها غير باب واحد غلبني فاستعنت عليه عمالي ومن يحضرني كلهم فعالجته فلم نستطع أن نحركه كأنما نزاول به جبلا فدعوت الناجرة فنظروا إليه فقالوا هذا باب سقط عليه 7 التجاق والبنيان فلا نستطيع ان نحركه حتى نصبح فننظر من أين أتى فرجعت وتركته مفتوحا فلما أصبحت غدوت فإذا الحجر الذي من زاوية الباب مثقوب وإذا فيه أثر مربط الدابة فقلت لأصحابي ما حبس هذا الباب الليلة الا على نبي قد صلى الليلة في مسجدنا فقال قيصر يا معشر الروم أليس تعلمون أن بين عيسى وبين الساعة نبيا بشركم به عيسى عليه السلام وهذا هو النبي الذي بشر به عيسى فأجيبوه إلى ما دعا إليه فلما رأى نفورهم قال يا معشر الروم دعاكم ملككم يختبركم كيف صلابتكم في دينكم فشتمتموه وسببتموه وهو بين أظهركم فخروا له سجدا * وأخرج الواسطي في فضائل بيت المقدس عن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به وقف البراق في الموقف الذي كان يقف فيه الأنبياء ثم دخل من باب النبي وجبريل عليه السلام امامه فأضاء له ضوء كما تضئ الشمس ثم تقدم جبريل عليه السلام امامه حتى كان من شامي الصخرة فأذن جبريل عليه السلام ونزلت الملائكة عليهم السلام من السماء وحشر الله لهم المرسلين عليهم السلام فأقام الصلاة ثم تقدم جبريل عليه السلام فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالملائكة والمرسلين ثم تقدم قدام ذلك إلى موضع فوضع له مرقاة من ذهب ومرقاة من فضة وهو المعراج حتى عرج جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء * وأخرج الواسطي من طريق أبى حذيفة مؤذن بيت المقدس عن جدته انها رأت صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها وكعبا رضي الله عنه يقول لها يا أم المؤمنين صل ههنا فان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالنبيين عليهم السلام حين أسرى به ههنا وأوما أبو حذيفة بيده إلى القبلة القصوى في دبر الصخرة * وأخرج الواسطي عن الوليد بن مسلم رضي الله عنه قال حدثني بعض أشياخنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على بيت المقدس ليلة أسرى به فإذا عن يمين المسجد وعن يساره نوران ساطعان فقلت يا جبريل ما هذان النوران قال أما هذا الذي عن يمينك فإنه محراب أخيك داود عليه السلام وأما هذا الذي عن يسارك فعلى قبر أختك مريم * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر عن الحسن بن الحسين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم في الحجر جاءني جبريل فهمزني برجله فجلست فلم أر شيئا فعدت لمضجعي فجاءني الثانية فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيئا فعدت لمضجعي فجاءني فهمزني بقدمه فجلست فاخذ بعضدي فقمت معه فخرج إلى باب المسجد فإذا دابة أبيض بين الحمار والبغل له في فخذيه جاخان يحقز بهما رجليه يضع يده في منتهى طرفه فحملني عليه ثم خرج لا يفوتني ولا أفوته * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدى عن أبي مالك وأبى صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله سبحان الذي أسرى بعبده الآية قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فحمله على البراق فسار به إلى بيت المقدس فمر بأبي سفيان في بعض الطريق وهو يحتلب ناقة فنفرت من حسن البراق فأهراقت اللبن فسب أبو سفيان من نفرها وند جمل لهم أورق فذهب إلى بعض المياه فطلبوه فأخذوه ومر بواد فنفخ عليه من ريح المسك فسال جبريل عليه السلام ما هذا الريح فقال هؤلاء أهل بيت من المسلمين حرقوا بالنار في الله عز وجل * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسرى بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة قلت ما تحملون قالوا عمود الاسلام أمرنا أن نضعه بالشام * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله سبحان الذي أسرى بعبده قال أسرى به من شعب أبى طالب * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن عائشة رضي الله عنها قالت ما فقدت جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الله أسرى بروحه * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن معاوية بن أبي سفيان أنه كان إذا سئل عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت رؤيا من الله صادقة * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل بالبراق فقال له أبو بكر رضي الله عنه قد رأيتها يا رسول الله قال صفها لي قال بدنة قال صدقت قد رأيتها يا أبا بكر * وأخرج الخطيب عن أنس رضي الله عنه قال قال
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست