الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٢٦
عن قتادة في قوله وما أمر الساعة الا كلمح البصر هو ان يقول كن أو أقرب فالساعة كلمح البصر أو هي أقرب * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله كلمح البصر يقول كلمح ببصر العين من السرعة أو أقرب من ذلك إذا أردنا * وأخرج بن المنذر عن ابن جريج في قوله وما أمر الساعة الا كلمح البصر أو هو أقرب قال هو أقرب وكل شئ في القرآن أو فهو هكذا مائة ألف أو يزيدون والله أعلم * قوله تعالى (والله أخرجكم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله والله أخرجكم من بطون أمهاتكم قال من الرحم * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة لعلكم تشكرون قال كرامة أكرمكم الله بها فاشكروا نعمه * وأخرج أحمد وابن ماجة وابن حبان والطبراني وابن مردويه عن حية وسواء ابني خالد أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم أو هو يعالج بناء فقال لهما هلم فعالجا معه فلما فرغ أمر لهما بشئ وقال لهما لا تياسا من الرزق ما تهزهزت رؤوسكما فإنه ليس من مولود يولد من أمة الا احمر ليس عليه قشرة ثم يرزقه الله * قوله تعالى (ألم يروا إلى الطير) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله جو السماء في كبد السماء * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله في جو السماء قال جوف السماء ما يمسكهن الا الله قال يمسكه الله على كل ذلك والله أعلم بالصواب * قوله تعالى (والله جعل لكم من بيوتكم) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله والله جعل لكم من بيوتكم سكنا قال تسكنون فيها * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله جعل لكم من بيوتكم سكنا قال تسكنون وتقرون فيها وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا وهي خيام الاعراب تستخفونها يقول في الحمل ومتاعا إلى حين قال إلى الموت * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تستخفونها يوم ظعنكم قال بعض بيوت السيارة بنيانه في ساعة وفى قوله وأوبارها قال الإبل وأشعارها قال الغنم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أثاثا قال الأثاث المال ومتاعا إلى حين يقول تنفعون به إلى حين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء قال انما أنزل القرآن على قدر معرفة العرب ألا ترى إلى قوله ومن أصوافها وأوبارها وما جعل الله لهم من غير ذلك أعظم منه وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب وبر وشعر ألا ترى إلى قوله والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وما جعل من السهل أعظم وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب جبال الا ترى إلى قوله وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وما يقي البرد أعظم وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب حر ألا ترى إلى قوله من جبال فيها من برد يعجبهم بذلك وما أنزل من الثلج أعظم وأكثر ولكنهم كانوا لا يعرفونه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ومتاعا إلى حين قال إلى أجل وبلغة * قوله تعالى (والله جعل لكم مما خلق) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله والله جعل لكم مما خلق ظلالا قال من الشجر ومن غيرها وجعل لكم من الجبال أكنانا قال غارات يسكن فيها وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر من القطن والكتان والصوف وسرابيل تقيكم بأسكم من الحديد كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ولذلك هذه السورة تسمى سورة النعم * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الكسائي عن حمزة عن الأعمش وأبى بكر وعاصم انهم قرأوا لعلكم تسلمون برفع التاء من أسلمت * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سرابيل تقيكم الحر قال يعنى الثياب وسرابيل تقيكم بأسكم قال يعنى الدروع والسلاح كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون يعنى من الجراحات وكان ابن عباس يقرؤها تسلمون * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ان أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والله جعل لكم من بيوتكم سكنا قال الاعرابي نعم قال وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها قال الاعرابي نعم ثم قرأ عليه كل ذلك يقول نعم حتى بلغ كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون فولى الاعرابي فأنزل الله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال هي المساكن والانعام وما ترزقون منها والسرابيل من الحديد والثياب تعرف هذا كفار قريش تم تنكره بان
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست