الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٠٤
إليهم والى أهل مدين أرسل إلى أمتين من الناس وعذبتا بعذابين شتى أما أهل مدين فاخذتهم الصيحة وأما أصحاب الأيكة فكانوا أهل شجر متكاوش ذكر لنا انه سلط عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم منه ظل ولا يمنعهم منه شئ فبعث الله عليهم سحابة فجعلوا يلتمسون الروح منها فجعلها الله عليهم عذابا بعث عليهم نارا فاضطربت عليهم فأكلتهم فذلك عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أصحاب الأيكة قال الغيضة * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير أصحاب الأيكة قال أصحاب غيضة * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال الأيكة الشجر الملتف * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس أصحاب الأيكة أهل مدين والأيكة الملتفة من الشجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس الأيكة مجمع الشجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال إن أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا منها فلما خرجوا أصابهم فزع شديد ففرقوا أن يدخلوا البيوت أن تسقط عليهم فأرسل الله عليهم الظلة فدخل تحتها رجل فقال ما رأيت كاليوم ظلا أطيب ولا أبرد هلموا أيها الناس فدخلوا جميعا تحت الظلة فصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعا * قوله تعالى (وأنهما لبإمام مبين) * اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وأنهما لبإمام مبين يقول على الطريق * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله لبإمام مبين قال طريق ظاهر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وأنهما لبإمام مبين قال بطريق معلم * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لبإمام مبين قال طريق واضح * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله لبإمام مبين قال بطريق مستبين * قوله تعالى (ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله أصحاب الحجر قال أصحاب الوادي * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال كان أصحاب الحجر ثمود قوم صالح * وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء القوم الا أن تكونوا باكين فان لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ان يصيبكم مثلا ما أصابهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك بالحجر عند بيوت ثمود فاستقى الناس من مياه الآبار التي كانت تشرب منها ثمود وعجنوا منها ونصبوا القدر وباللحم فأمرهم باهراق القدور وعلفوا العجين الإبل ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ونهاهم ان يدخلوا على القوم الذين عذبوا فقال انى أخشى ان يصيبكم مثل الذي أصابهم فلا تدخلوا عليهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر ان الناس لما نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود استقوا من أبيارها وعجنوا به العجين فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين وأمرهم ان يستقوا من البئر التي كانت ترد الناقة * وأخرج ابن مردويه عن سبرة بن معبد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بالحجر لأصحابه من عمل من هذا الماء شيئا فليلقه قال ومنهم من عجن العجين ومنهم من حاص الحيس * وقوله تعالى (فاصفح الصفح الجميل) * اخرج ابن مردويه وابن النجار عن علي بن أبي طالب في قوله فاصفح الصفح الجميل قال الرضا بغير عتاب * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله فاصفح الصفح الجميل قال هو الرضا بغير عتاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فاصفح الصفح الجميل قال هذا الصفح الجميل كان قبل القتال * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال هذا قبل القتال * قوله تعالى (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال السبع المثاني فاتحة الكتاب * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن علي بن أبي طالب في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال هي فاتحة الكتاب * وأخرج ابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال فاتحة الكتاب والقرآن العظيم قال سائر القرآن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه سئل عن السبع
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست