الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ١٠٦
وسلم مر بابل حي يقال لهم بنو الملوح أو بنو المصطلق قد عست في أبوالها من السمن فتقنع بثوبه ومر ولم ينظر إليها لقوله لا تمدن عينيك الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أزواجا منهم قال الأغنياء الأمثال الأشباه * وأخرج ابن المنذر عن سفيان بن عيينة قال من أعطى القرآن فمد عينيه إلى شئ منها فقد صغر القرآن ألم تسمع قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني إلى قوله ورزق ربك خير وأبقى قال يعنى القرآن * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير واخفض جناحك قال اخضع * قوله تعالى (كما أنزلنا على المقتسمين) * أخرج البخاري وسعيد بن منصور والحاكم والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين قال هم أهل الكتاب جزؤه أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس عضين فرقا * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس قال سال رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرأيت قول الله كما أنزلنا على المقتسمين قال اليهود والنصارى قال الذين جعلوا القرآن عضين قال آمنوا ببعض وكفروا ببعض * وأخرج ابن إسحاق وابن أبى حاتم والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل عن ابن عباس ان الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش وكان ذا سن فيهم وقد حضر الموسم فقال لهم يا معشر قريش انه قد حضر هذا الموسم وان وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فاجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا فقالوا أنت فقل وأتم لنا به رأيا نقول به قال لا بل أنتم قولوا لأسمع قالوا نقول كاهن قال ما هو بكاهن لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكهان ولا بسجعهم قالوا فنقول مجنون قال ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا بحائحه ولا وسوسته قالوا فنقول شاعر قال ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضة ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر قالوا فنقول ساحر قال ما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا بعقده قالوا فماذا نقول قال والله ان لقوله حلاوة وان عليه طلاوة وان أصله لعذق وان فرعه لجناء فما أنتم بقائلين من هذا شيئا الا أعرف انه باطل وان أقرب القول ان تقولوا هو ساحر يفرق بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجه وبين المرء وعشيرته فتفرقوا عنه بذلك فأنزل الله في الوليد وذلك من قوله ذرني ومن خلقت وحيدا إلى قوله سأصليه سقر وأنزل الله في أولئك النفر الذين كانوا معه الذين جعلوا القرآن عضين أي أصنافا فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن مجاهد في قوله الذين جعلوا القرآن عضين قال هم رهط من قريش عضوا كتاب الله فزعم بعضهم أنه سحر وزعم بعضهم انه كهانة وزعم بعضهم انه أساطير الأولين * وأخرج سعيد ابن منصور وابن المنذر وابن جرير عن عكرمة يقول العضة السحر بلسان قريش يقولون للساحرة انها العاضة * وأخرج الترمذي وابن جرير وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون قال يسال العباد كلهم يوم القيامة عن خلتين عما كانوا يعبدون وعما أجابوا به المرسلين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث من طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما فوربك لنسئلنهم أجمعين وقال فيومئذ لا يسئل عن ذنبه انس ولا جان قال لا يسألهم هل عملهم كذا وكذا لأنه أعلم منهم بذلك ولكن يقول لم عملتم كذا وكذا * قوله تعالى (فاصدع بما تؤمر) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما فاصدع بما تؤمر فامضه * وأخرج ابن جرير عن أبي عبيدة أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ما زال النبي صلى الله عليه وسلم مستخفيا حتى نزل فاصدع بما تؤمر فخرج هو وأصحابه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو داود في ناسخه من طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما وأعرض عن المشركين قال نسخه قوله اقتلوا المشركين * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاصدع بما تؤمر قال هذا أمر من الله لنبيه بتبليغ رسالته قومه وجميع من أرسل إليه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فاصدع بما تؤمر قال اجهر بالقرآن في الصلاة * وأخرج عن ابن زيد في قوله فاصدع بما تؤمر قال بالقرآن الذي أحوى إليه ان يبلغهم إياه * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس فاصدع بما تؤمر قال أعلن بما تؤمر * وأخرج أبو نعيم في الدلائل
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست