الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٩٥
وهو يمسح الدم عن جبينه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن أبي مهاجر الرقي قال لبث نوح في قومه ألف سنة الا خمسين عاما في بيت من شعر فيقال له يا نبي الله ابن بيتا فيقول أموت اليوم أموت غدا * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن وهيب بن الورد قال بنى نوح بيتا من قصب فقيل له لو بنيت غير هذا فقال هذا كثير لمن يموت * وأخرج ابن أبي الدنيا والعقيلي وابن عساكر والديلمي عن عائشة مرفوعا نوح كبير الأنبياء لم يخرج من خلاء قط الا قال الحمد لله الذي أذاقني طعمه وأبقى في منفعته وأخرج منى أذاه * وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن مسعود قال بعث الله نوحا فما أهلك أمته الا الزنادقة ثم نبي فنبي والله لا يهلك هذه الأمة الا الزنادقة * وأخرج أبو الشيخ عن سعد بن حسن قال كان قوم نوح عليه السلام يزرعون في الشهر مرتين وكانت المرأة تلد أول النهار فيتبعها ولدها في آخره * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال ما عذب قوم نوح حتى ما كان في الأرض سهل ولا جبل الا له عامر يعمره وحائز يحوزه * واخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم ان أهل السهل كان قد ضاق بهم وأهل الجبل حتى ما يقدر أهل السهل ان يرتقوا إلى الجبل ولا أهل الجبل ان ينزلوا إلى أهل السهل في زمان نوح قال حسوا * وأخرج أبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن وهب بن منبه قال كان نوح أجمل أهل زمانه وكان يلبس البرقع فأصابتهم مجاعة في السفينة فكان نوح إذا تجلى بوجهه لهم شبعوا * وأخرج البيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن ابن عباس قال لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي عسفان فقال لقد مر بهذا الوادي هود وصالح ونوح على بكرات حمر خطمها الليف أزرهم العباء وأرديتهم النمار يلبون يحجون البيت العتيق * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صام نوح الدهر الا يوم الفطر والأضحى وصام داود نصف الدهر وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر وأفطر الدهر * وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبزار والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه انى قاصر عليك الوصية آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين آمرك بلا إله إلا الله فان السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شئ وبها يرزق كل شئ وأنهاك عن الشرك والكبر * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أعلمكم ما علم نوح ابنه قالوا بلى قال قال آمرك ان تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير فان السماوات لو كانت في كفة لرجحت بها ولو كانت حلقة قصمتها وآمرك بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق * قوله تعالى (قال الملا) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قال الملا يعنى الاشراف من قومه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى أو عجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم قال بيان من ربكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس انهم كانوا قوما عمين قال كفارا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد انهم كانوا قوما عمين قال عن الحق * قوله تعالى (والى عاد أخاهم هودا) الآيات * أخرج ابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله والى عاد أخاهم هودا قال ليس بأخيهم في الدين ولكنه أخوهم في النسب فلذلك جعله أخاه لأنه منهم * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن الشرفي بن قطامي قال هود اسمه عابر بن شالخ بن أرفخشد ابن سام بن نوح * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال يزعمون أن هودا من بنى عبد الضخم من حضرموت * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق عطاء عن ابن عباس قال كان هود أول من تكلم بالعربية وولد لهود أربعة قحطان ومقحط وقاحط وفالغ فهو أبو مضر وقحطان أبو اليمن والباقون ليس لهم نسل * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ومن طريق ابن إسحاق عن رجال سماهم ومن طريق الكلبي قالوا جميعا ان عادا كانوا أصحاب أوثان يعبدونها اتخذوا أصناما على مثال ود وسواع ويغوث ونسر فاتخذوا صنما يقال له صمود وصنما يقال له الهتار فبعث الله إليهم هودا وكان هود من قبيلة يقال لها الخلود وكان من أوسطهم نسبا وأصبحهم وجها وكان في مثل أجسادهم أبيض بعدا بادي العنفقة طويل اللحية فدعاهم إلى
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست