الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٩٢
أبى الحوارى قال سمعت سفيان بن عيينة يقول كلما وصف الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه وأخرج البيهقي عن إسحاق بن موسى قال سمعت ابن عيينة يقول ما وصف الله به نفسه فتفسيره قراءته ليس لأحد أن يفسره الا الله تعالى ورسله صلوات الله عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن أبي عيسى قال لما استوى على العرش خر ملك ساجدا فهو ساجد إلى أن تقوم الساعة فإذا كان يوم القيامة رفع رأسه فقال سبحانك ما عبدتك حق عبادتك الا انى لم أشرك بك شيئا ولم اتخذ من دونك وليا * قوله تعالى (يغشى الليل النهار) أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله يغشى الليل قال يغشى الليل النهار فيذهب بضوئه ويطلبه سريعا حتى يدركه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله حثيثا قال سريعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله يغشى الليل النهار قال يلبس الليل النهار * قوله تعالى (والشمس والقمر والنجوم) * أخرج الطبراني في الأوسط وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الشمس والقمر والنجوم خلقن من نور العرش * قوله تعالى (الا له الخلق والامر) * أخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة في قوله الا له الخلق والامر قال الخلق ما دون العرش والامر ما فوق ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن سفيان بن عيينة قال الخلق هو الخلق والامر هو الكلام * وأخرج ابن جرير عن عبد العزيز الشامي عن أبيه وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يحمد الله على ما عمل من عمل صالح وحمد نفسه فقد كفر وحبط ما عمل ومن زعم أن الله جعل للعباد من الامر شيئا فقد كفر بما أنزل الله على أنبيائه لقوله الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين * قوله تعالى (ادعوا ربكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس ادعوا ربكم تضرعا وخفية قال السر انه لا يحب المعتدين في الدعاء ولا في غيره * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال التضرع علانية والخفية سر * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ادعوا ربكم تضرعا يعنى مستكينا وخفية يعنى في خفض وسكون في حاجاتكم من أمر الدنيا والآخرة انه لا يحب المعتدين يقول لا تدعوا على المؤمن والمؤمنة بالشر اللهم اخزه والعنه ونحو ذلك فان ذلك عدوان * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله انه لا يحب المعتدين قال لا تسألوا منازل الأنبياء * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال كان يرى أن الجهر بالدعاء الاعتداء * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض إلى قوله تبارك الله رب العالمين قال لما أنبأكم الله بقدرته وعظمته وجلاله بين لكم كيف تدعونه على تفثه ذلك فقال ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين قال تعلموا ان في بعض الدعاء اعتداء فاجتنبوا العدوان والاعتداء ان استطعتم ولا قوة الا بالله قال وذكر لنا ان مجالد بن مسعود أخا بنى سليم سمع قوما يعجون في دعائهم فمشى إليهم فقال أيها القوم لقد أصبتم فضلا على من كان قبلكم أو لقد هلكتم فجعلوا يتسللون رجلا رجلا حتى تركوا بقعتهم التي كانوا فيها قال وذكر لنا ان ابن عمر أتى على قوم يرفعون أيديهم فقال ما يتناول هؤلاء القوم فوالله لو كانوا على أطول جبل في الأرض ما ازدادوا من الله قربا قال قتادة وان الله انما يتقرب إليه بطاعته فما كان من دعائكم الله فليكن في سكينة ووقار وحسن سمت وزي وهدى وحسن دعة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن مغفل انه سمع ابنه يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال أي بنى سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور * وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص انه سمع ابنا له يدعو ويقول اللهم إني أسالك الجنة ونعيمها واستبرقها ونحو هذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها فقال لقد سألت الله خيرا وتعوذت به من شر كثير وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء وقرأ هذه الآية ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين وان بحسبك ان تقول اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل * وأخرج أبو الشيخ عن الربيع في الآية قال إياك ان تسأل ربك أمرا قد نهيت عنه أو ما ينبغي لك * وأخرج ابن المبارك
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست