الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٨٤
فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربى الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه يجئ بالخير فيقول انا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى ارجع إلى أهلي ومالي قال وان العبد الكافر إذا كان في اقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملا من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم أبواب السماء فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدرى فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدرى فينادى مناد من السماء ان كذب عبدي فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول ابشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجئ بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد لا تفتح لهم أبواب السماء قال لا يصعد لهم كلام ولا عمل * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير لا تفتح لهم أبواب السماء قال لا يرفع لهم عمل ولا دعاء * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج لا تفتح لهم أبواب السماء قال لأرواحهم ولا لأعمالهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله لا تفتح لهم أبواب السماء قال الكافر إذا أخذ روحه ضربته ملائكة الأرض حتى يرتفع إلى السماء فإذا بلغ السماء الدنيا ضربته ملائكة السماء فهبط فضربته ملائكة الأرض فارتفع فضربته ملائكة السماء الدنيا فهبط إلى أسفل الأرضين وإذا كان مؤمنا روح روحه وفتحت له أبواب السماء فلا يمر بملك الا حياه وسلم عليه حتى ينتهى إلى الله فيعطيه حاجته ثم يقول الله ردوا روح عبدي فيه إلى الأرض فإني قضيت من التراب خلقه والى التراب يعود ومنه يخرج * قوله تعالى (حتى يلج الجمل في سم الخياط) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله حتى يلج الجمل قال ذو القوائم في سم الخياط قال في خرق الإبرة * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والطبراني في الكبير عن ابن مسعود في قوله حتى يلج الجمل قال زوج الناقة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن في قوله حتى يلج الجمل قال ابن الناقة لذي يقوم في المربد على أربع قوائم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس انه كان يقرأ الجمل يعنى بضم الجيم وتشديد الميم وقال الجمل الحبل الغليظ وهو من حبال السفن * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن مجاهد قال في قراءة ابن مسعود حتى يلج الجمل الأصفر في سم الخياط * وأخرج ابن المنذر عن مصعب قال إن قرئت الجمل فانا نعرف طيرا يقال له الجمل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد حتى يلج الجمل في سم الخياط قال الجمل حبل السفينة سم الخياط ثقبه * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة في الآية قال الجمل الحبل الذي يصعد به إلى النخل الميم مرفوعة مشددة * وأخرج ابن جرير
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست