الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٩٧
فتحمله بين السماء والأرض وتدمغه بالحجارة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وقطعنا دابر الذين كذبوا قال استأصلناهم * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن هزين بن حمزة قال سال النبي صلى الله عليه وسلم ربه ان يريه رجلا من قوم عاد فكشف الله له عن الغطاء فإذا رأسه بالمدينة ورجلاه بذي الحليفة أربعة أميال طوله * وأخرج ابن عساكر من طريق سالم بن أبي الجعد عن عبد الله قال ذكر الأنبياء عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما ذكر هود قال ذاك خليل الله * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن عساكر عن ابن عباس قال لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي عسفان فقال لقد مر به هود وصالح على بكرات حمر خطمهن الليف أزرهم العباء وأرديتهم النمار يلبون ويحجون البيت العتيق * واخرج ابن عساكر عن ابن سابط قال بين المقام والركن وزمزم قبر تسعة وسبعين نبيا وان قبر نوح وهود وشعيب وصالح وإسماعيل في تلك البقعة * واخرج ابن سعد وابن عساكر عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال ما يعلم قبر نبي من الأنبياء الا ثلاثة قبر إسماعيل فإنه تحت الميزاب بين الركن والبيت وقبر هود فإنه في حقف تحت جبل من جبال اليمن عليه شجرة وموضعه أشد الأرض حرا وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فان هذه قبورهم حق * واخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن عساكر عن علي بن أبي طالب قال قبر هود بحضرموت في كثيب احمر عند رأسه سدرة * واخرج ابن عساكر عن عثمان بن أبي العاتكة قال قبلة مسجد دمشق قبر هود عليه السلام * واخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال كان عمر هود أربعمائة واثنين وسبعين سنة * واخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال عجائب الدنيا أربعة مرآة كانت معلقة بمنارة الإسكندرية فكان يجلس الجالس تحتها فيبصر من بالقسطنطينية وبينهما عرض البحر وفرس كان من نحاس بأرض الأندلس قائلا بكفه كذا باسط يده أي ليس خلفي مسلك فلا يطأ تلك البلاد أحد الا أكلته النمل ومنارة من نحاس عليها راكب من نحاس بأرض عاد فإذا كانت الأشهر الحرم هطل منه الماء فشرب الناس وسقوا وصبوا في الحياض فإذا انقطعت الأشهر الحرم انقطع ذلك الماء وشجره من نحاس عليها سودانية من نحاس بأرض رومية إذا كان أوان الزيتون صفرت السودانية التي من نحاس فتجئ كل سودانية من الطيارات بثلاث زيتونات زيتونتين برجليها وزيتونة بمنقارها حتى تلقيه على تلك السودانية النجاس فيعصر أهل رومية ما يكفيهم لأدامهم وسرجهم شتويتهم إلى قابل * قوله تعالى (والى ثمود) الآيات * اخرج أبو الشيخ عن مطلب بن زياد قال سالت عبد الله بن أبي ليلى عن اليهودي والنصراني يقال له أخ قال الأخ في الدار الا ترى إلى قول الله والى ثمود أخاهم صالحا * واخرج سنيد وابن جرير والحاكم من طريق حجاج عن أبي بكر بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن عمرو بن خارجة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت ثمود قوم صالح أعمرهم الله في الدنيا فأطال أعمارهم حتى جعل أحدهم يبنى المسكن من المدر فينهدم والرجل منهم حي فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتا فنحتوها وجابوها وخرقوها وكانوا في سعة من معايشهم فقالوا يا صالح ادع لنا ربك يخرج لنا آية نعلم أنك رسول الله فدعا صالح ربه فاخرج لهم الناقة فكان شربها يوما وشربهم يوما معلوما فإذا كان يوم شربها خلوا عنها وعن الماء وحلبوها لبنا ملؤا كل اناء ووعاء وسقاء حتى إذا كان يوم شربهم صرفوها عن الماء فلم تشرب منه شيئا فملأوا كل اناء ووعاء وسقاء فأوحى الله إلى صالح ان قومك سيعقرون ناقتك فقال لهم فقالوا ما كنا لنفعل فقال لهم ان لا تعقروها أنتم يوشك ان يولد فيكم مولود يعقرها قالوا فما علامة ذلك المولود فوالله لا نجده الا قتلناه قال فإنه غلام أشقر أزرق أصهب أحمر وكان في المدينة شيخان عزيزان منيعان لأحدهما ابن يرغب به عن المناكح وللآخر ابنة لا يجد لها كفؤا فجمع بينهما مجلس فقال أحدهما لصاحبه ما يمنعك أن تزوج ابنك قال لا أجد له كفؤا قال فان ابنتي كفء له فانا أزوجك فزوجه فولد بينهما مولود وكان في المدينة ثمانية رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون فلما قال لهم صالح انما يعقرها مولود فيكم اختاروا ثماني نسوة قوابل من القرية وجعلوا معهن شرطا كانوا يطوفون في القرية فإذا نظروا المرأة تمخض نظروا ما ولدها ان كان غلاما قلبنه فنظرن ما هو وان كانت جارية أعرضن عنها فلما وجدوا ذلك المولود صرخ النسوة هذا الذي يريد صالح رسول الله فأراد الشرط ان يأخذوه فحال جداه بينهم وقالوا لو أن صالحا أراد هذا
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست