وابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن قال لقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما سمع لهم صوت ان كان الا همسا بينهم وبين ربهم وذلك أن الله يقول ادعوا ربكم تضرعا وخفية وذلك أن الله ذكر عبدا صالحا فرضى له قوله فقال إذ نادى ربه نداء خفيا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج في الآية قال إن من الدعاء اعتداء يكره رفع الصوت والنداء والصياح بالدعاء ويؤمر بالتضرع والاستكانة * قوله تعالى (ولا تفسدوا في الأرض) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها قال بعدما أصلحتها الأنبياء وأصحابهم * وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر بن عياش انه سئل عن قوله ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها فقال إن الله بعث محمدا إلى أهل الأرض وهم في فساد فأصلحهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم فمن دعا إلى خلاف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو من المفسدين في الأرض * وأخرج أبو الشيخ عن أبي سنان في قوله ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها قال قد أحللت حلالي وحرمت حرامي وحددت حدودي فلا تعتدوها * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس وادعوه خوفا وطمعا قال خوفا منه وطمعا لما عنده ان رحمة الله قريب من المحسنين يعنى من المؤمنين ومن لم يؤمن بالله فهو من المفسدين * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مطر الوراق قال تنجزوا موعود الله بطاعة الله فإنه قضى ان رحمته قريب من المحسنين * قوله تعالى (وهو الذي يرسل الرياح) الآية * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وهو الذي يرسل الرياح على الجماع بشرا خفيفة بالباء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في الآية قال إن الله يرسل الريح فتأتي بالسحاب من بين الخافقين طرف السماء والأرض من حيث يلتقيان فيخرجه من ثم ثم ينشره فيبسطه في السماء كيف يشاء ثم يفتح أبواب السماء فيسيل الماء على السحاب ثم يمطر السحاب بعد ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله بشرا بين يدي رحمته قال يستبشر بها الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله اليماني انه كان يقرؤها بشرا من قبل مبشرات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله بين يدي رحمته قال هو المطر وفى قوله كذلك نخرج الموتى قال وكذلك تخرجون وكذلك النشور كما يخرج الزرع بالماء * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله كذلك نخرج الموتى قال إذا أراد الله ان يخرج الموتى تمطر السماء حتى تشقق عنهم الأرض ثم يرسل الأرواح فيهوى كل روح إلى جسده فكذلك يحيى الله الموتى بالمطر كإحيائه الأرض * قوله تعالى (والبلد الطيب) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والبلد الطيب الآية قال هذا مثل ضربه الله للمؤمن يقول هو طيب وعمله طيب كما أن البلد الطيب ثمرها طيب والذي خبث ضرب مثلا للكافر كالبلد السبخة المالحة التي لا يخرج منها البركة والكافر هو الخبيث وعمله خبيث * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله والبلد الطيب والذي خبث قال كل ذلك في الأرض السباخ وغيرها مثل آدم وذريته فيهم طيب وخبيث * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله والبلد الطيب قال هذا مثل المؤمن سمع كتاب الله فوعاه وأخذ به وعمل به وانتفع به كمثل هذه الأرض أصابها الغيث فأنبتت وأمرعت والذي خبث قال هذا مثل الكافر لم يعقل القرآن ولم يعمه ولم يأخذ به ولم ينتفع فهو كمثل الأرض الخبيثة أصابها الغيث فلم تنبت شيئا ولم تمرع * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في الآية قال هذا مثل ضربه للقلوب يقول ينزل الماء فيخرج البلد الطيب نباته بإذن الله والذي خبث هي السبخة لا يخرج نباتها الا نكدا فكذلك القلوب لما نزل القرآن بقلب المؤمن آمن به وثبت الايمان في قلبه وقلب الكافر لما دخله القرآن لم يتعلق منه بشئ ينفعه ولم يثبت فيه من الايمان شئ الا مالا ينفعه كما لم يخرج هذا البلد الا ما لم ينفع من النبات والنكد الشئ القليل الذي لا ينفع * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ والبلد الطيب يخرج نباته بنصب الياء ورفع الراء * وأخرج ابن جرير عن مجاهد والبلد الطيب الآية قال الطيب ينفعه المطر فينبت والذي خبث السباخ لا ينفعه المطر لا يخرج نباته الا نكدا هذا مثل ضربه الله لآدم وذريته كلهم انما خلقوا من نفس واحدة فمنهم من آمن بالله وكتابه فطاب ومنهم من كفر بالله وكتابه فخبث * وأخرج ابن جرير عن قتادة والبلد الطيب
(٩٣)