الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٠٠
اسحق ابن بشر وابن عساكر عن ابن عباس قال أرسل لوط إلى المؤتفكات وكان قرى لوط أربع مدائن سدوم وأمورا وعامورا وصبوير وكان في كل قرية مائة ألف مقاتل وكانت أعظم مدائنهم سدوم وكان لوط يسكنها وهي من بلاد الشام ومن فلسطين مسيرة يوم وليلة وكان إبراهيم خليل الرحمن عم لوط بن هاران ابن تارح وكان إبراهيم ينصح قوم لوط وكان الله قد أمهل قوم لوط فخرقوا حجاب الاسلام وانتهكوا المحارم وأتوا الفاحشة الكبرى فكان إبراهيم يركب على حماره حتى يأتي مدائن قوم لوط فينصحهم فيأبون ان يقبلوا فكان بعد ذلك يجئ على حماره فينظر إلى سدوم فيقول يا سدوم أي يوم لك من الله سدوم انما أنهاكم ان لا تتعرضوا لعقوبة الله حتى بلغ الكتاب أجله فبعث الله جبريل في نفر من الملائكة فهبطوا في صورة الرجال حتى انتهوا إلى إبراهيم وهو في زرع له يثير الأرض فلما بلغ الماء إلى سكته من الأرض ركز مسحاته في الأرض فصلى خلفها ركعتين فنظرت الملائكة إلى إبراهيم فقالوا لو كان الله يبتغى ان يتخذ خليلا لاتخذ هذا العبد خليلا ولا يعلمون ان الله قد اتخذه خليلا * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في ذم الملاهي والشعب وابن عساكر عن ابن عباس في قوله أتأتون الفاحشة قال أدبار الرجال * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي وابن عساكر عن عمرو بن دينار في قوله ما سبقكم بها من أحد من العالمين قال ما نزا ذكر على ذكر حتى كان قوم لوط * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم والبيهقي وابن عساكر عن أبي صخرة جامع بن شداد رفعه قال كان اللواط في قوم لوط في النساء قبل ان يكون في الرجال بأربعين سنة * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن طاوس انه سئل عن الرجل يأتي المرأة في عجيزتها قال انما بدء قوم لوط ذاك صنعته الرجال بالنساء ثم صنعته الرجال بالرجال * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن علي انه قال على المنبر سلوني فقال ابن الكواء تؤتى النساء في أعجازهن فقال على سفلت سفل الله بك ألم تسمع إلى قوله أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس قال كان الذي حملهم على اتيان الرجال دون النساء انهم كانت لهم ثمار في منازلهم وحوائطهم وثمار خارجة على ظهر الطريق وانهم أصابهم قحط وقلة من الثمار فقال بعضهم لبعض انكم ان منعتم ثماركم هذه الظاهرة من أبناء السبيل كان لكم فيها عيش قالوا بأي شئ نمنعها قالوا اجعلوا سنتكم من أخذتم في بلادكم غريبا سننتم فيه ان تنكحوه واغرموه أربعة دراهم فان الناس لا يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك فذلك الذي حملهم على ما ارتكبوا من الامر العظيم الذي لم يسبقهم إليه أحد من العالمين * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق محمد بن إسحاق عن بعض رواة ابن عباس قال انما كان بدء عمل قوم لوط ان إبليس جاءهم عند ذكرهم ما ذكروا في هيئة صبي أجمل صبي رآه الناس فدعاهم إلى نفسه فنكحوه ثم جروا على ذلك * وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ والبيهقي وابن عساكر عن حذيفة قال انما حق القول على قوم لوط حين استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي وابن عساكر عن أبي حمزة قال قلت لمحمد بن علي عذب الله نساء قوم لوط بعمل رجالهم قال الله أعدل من ذلك استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله انهم أناس يتطهرون قال من أدبار الرجال ومن أدبار النساء * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله انهم أناس يتطهرون قال من أدبار الرجال وأدبار النساء استهزاء بهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة انهم أناس يتطهرون قال عابوهم بغير عيب وذموهم بغير ذم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله الا امرأته كانت من الغابرين قال من الباقين في عذاب الله وأمطرنا عليهم مطرا قال أمطر الله على بقايا قوم لوط حجارة من السماء فأهلكتهم * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن الزهري ان لوطا لما عذب الله قومه لحق بإبراهيم فلم يزل معه حتى قبضه الله إليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب في قوله وأمطرنا عليهم مطرا قال على أهل بواديهم وعلى رعاتهم وعلى مسافريهم فلم ينفلت منهم أحد * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب في قوله وأمطرنا عليهم مطرا قال الكبريت والنار * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبي عروبة
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست