ولا أشعارهم بعدها أبدا وتجري عليهم نضرة النعيم فينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على الصفحة فيسمع لها طنين فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتبعث قيمها فيفتح له فإذا رآه خر له ساجدا فيقول ارفع رأسك انما أنا قيمك وكلت بأمرك فيتبعه ويقفو اثره فيستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول أنت حبى وأنا حبك وأنا الخالدة التي لا أموت وأنا الناعمة التي لا أبأس وأنا الراضية التي لا أسخط وأنا المقيمة التي لا أظعن فيدخل بيتا من رأسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق أصفر وأحمر وأخضر ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها في البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون حشية على كل حشية سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من باطن الحلل يقضى جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه الانهار من تحتهم تطرد أنهار من ماء غير آسن فان شاء أكل قائما وان شاء أكل قاعدا وان شاء أكل متكئا ثم تلا ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا فيشتهي الطعام فيأتيه طير أبيض فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي الألوان شاء ثم تطير فتذهب فيذهب الملك فيقول سلام عليكم تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون * قوله تعالى (ونادى أصحاب الجنة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا قال من النعيم والكرامة فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قال من الخزي والهوان والعذاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى قال وجد أهل الجنة ما وعدوا من ثواب ووجد أهل النار ما وعدوا من عذاب * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر من المشركين فقال قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا فقال له الناس أليسوا أمواتا فقال إنهم يسمعون كما تسمعون * قوله تعالى (وبينهما حجاب) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وبينهما حجاب قال هو السور وهو الأعراف وانما سمى الأعراف لان أصحابه يعرفون الناس * قوله تعالى (وعلى الأعراف رجال) * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن حذيفة قال الأعراف سور بين الجنة والنار * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس قال الأعراف هو الشئ المشرف * وأخرج الفريابي وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال الأعراف سور له عرف كعرف الديك * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال الأعراف حجاب بين الجنة والنار سور له باب * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال الأعراف جبال بين الجنة والنار فهم على أعرافها يقول على ذراها * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال الأعراف في كتاب الله عمقانا سقطانا قال ابن لهيعة واد عميق خلف جبل مرتفع * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال زعموا أنه الصراط * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال إن الأعراف تل بين الجنة والنار جلس عليه ناس من أهل الذنوب بين الجنة والنار * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الأعراف سور بين الجنة والنار * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال يعنى بالأعراف السور الذي ذكر الله في القرآن وهو بين الجنة والنار * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ثم قال إن الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح قال ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرض أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم رأوا أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فتعوذوا بالله من منازلهم فاما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبايمانهم ويعطى كل عبد مؤمن نورا وكل أمة نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا ربنا أتمم لنا نورنا واما أصحاب الأعراف فان النور كان في أيديهم فلم ينزع من أيديهم فهنالك يقول الله لم يدخلوها وهم يطمعون
(٨٦)