الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٨٥
وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال حتى يدخل البعير في خرق الإبرة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر أنه سئل عن سم الخياط قال الجمل في ثقب الإبرة * قوله تعالى (لهم من جهنم مهاد) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله لهم من جهنم مهاد قال الفرش ومن فوقهم غواش قال اللحف * وأخرج هناد وابن جرير وأبو الشيخ عن محمد ابن كعب القرظي مثله * وأخرج أبو الحسن القطان في الطوالات وأبو الشيخ وابن مردويه عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكسى الكافر لوحين من نار في قبره فذلك قوله لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش * وأخرج ابن مردويه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش قال هي طبقات من فوقه وطبقات من تحته لا يدرى ما فوقه أكثر أو ما تحته غير أنه ترفعه الطبقات السفلى وتضعه الطبقات العليا ويضيق فيما بينهما حتى يكون بمنزلة الزج في القدح * قوله تعالى (ونزعنا ما في صدورهم من غل) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب قال فينا والله أهل بدر نزلت هذه الآية ونزعنا ما في صدورهم من غل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله ونزعنا ما في صدورهم من غل قال هي العداوة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحبس أهل الجنة بعد ما يجوزون الصراط حتى يؤخذ لبعضهم من بعض ظلاماتهم في الدنيا فيدخلون الجنة وليس في قلوب بعضهم على بعض غل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى قال إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة فبلغوا وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فيشربون من إحداهما فينزع ما في صدورهم من غل فهو الشراب الطهور واغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم فلن يشعثوا ولن يشحبوا بعدها أبدا * وأخرج ابن جرير عن أبي نضرة قال يحبس أهل الجنة دون الجنة حتى يقتص لبعضهم من بعض حتى يدخلوا الجنة حين يدخلونها ولا يطلب أحد أحدا بقلامة ظفر ظلمها إياه ويحبس أهل النار دون النار حتى يقتص لبعضهم من بعض فيدخلون النار حين يدخلونها ولا يطلب أحد منهم أحدا بقلامة ظفر ظلمها إياه * قوله تعالى (وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا) * أخرج النسائي وابن أبي الدنيا وابن جرير في ذكر الموت وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أهل النار يرى منزله من الجنة يقول لو هدانا الله فيكون حسرة عليهم وكل أهل الجنة يرى منزله من النار فيقول لولا أن هدانا الله فهذا شكرهم * وأخرج سعيد بن منصور وأبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي هاشم قال كتب عدى بن أرطاة إلى عمر بن عبد العزيز ان من قبلنا من أهل البصرة قد أصابهم من الخير خير حتى خفت عليهم فكتب إليه عمر قد فهمت كتابك وان الله لما أدخل أهل الجنة الجنة رضى منهم بان قالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا فمر من قبلك أن يحمدوا الله * قوله تعالى (ونودوا أن تلكم الجنة) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والدارمي ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة وأبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون قال نودوا أن صحوا فلا تسقموا وأنعموا فلا تبأسوا وشبوا فلا تهرموا واخلدوا فلا تموتوا * وأخرج هناد وابن جرير وعبد ابن حميد عن أبي سعيد قال إذا ادخل أهل الجنة الجنة نادى مناد يا أهل الجنة ان لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وان لكم ان تنعموا فلا تبأسوا أبدا وان لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وان لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا فذلك قوله ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدى ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون قال ليس من مؤمن ولا كافر الا وله في الجنة والنار منزل مبين فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ودخلوا منازلهم رفعت الجنة لأهل النار فنظروا إلى منازلهم فيها فقيل هذه منازلكم لو عملتم بطاعة الله ثم يقال يا أهل الجنة رثوهم بما كنتم تعملون فيقتسم أهل الجنة منازلهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي معاذ البصري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون بنوق بيض لها أجنحة عليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مد البصر فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من إحداهما فتغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست