الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٨٠
وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير مخيلة ولا سرف فان الله سبحانه يحب ان يرى أثر نعمته على عبده * وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة قالت رآني النبي صلى الله عليه وسلم وقد أكلت في اليوم مرتين فقال يا عائشة اما تحبين ان يكون لك شغل الا في جوفك الاكل في اليوم مرتين من الاسراف والله لا يحب المسرفين * وأخرج ابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من الاسراف ان تأكل كل ما اشتهيت * وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال دخل عمر على ابنه عبد الله بن عمر وإذا عندهم لحم فقال ما هذا اللحم قال اشتهيته قال وكلما اشتهيت شيئا أكلته كفى بالمرء سرفا ان يأكل كلما اشتهى * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عباس قال كل ما شئت واشرب ما شئت والبس ما شئت إذا أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة * وأخرج أبو الشيخ عن وهب بن منبه قال من السرف ان يكتسي الانسان ويأكل ويشرب ما ليس عنده * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير انه سئل ما الاسراف في المال قال إن يرزقك الله مالا حلالا فتنفقه في حرام حرمه عليك * وأخرج ابن ماجة عن سلمان انه أكره على طعام يأكله فقال حسبي انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة * وأخرج الترمذي وحسنه وابن ماجة عن ابن عمر قال تجشئ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال كف جشاك عنا فان أطولكم جوعا يوم القيامة أكثركم شبعا في دار الدنيا * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن حبان وابن السني في الطب والحاكم وصححه وأبو نعيم في الطب والبيهقي في شعب الايمان عن المقدام بن معدى كرب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ملا ابن آدم وعاء شرا من بطن حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فان كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه * وأخرج ابن السني وأبو نعيم في الطب النبوي عن عبد الرحمن بن المرقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لم يخلق وعاء إذا ملئ شر من بطن فان كان لابد فاجعلوا ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للريح * وأخرج ابن السني وأبو نعيم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل كل داء البردة * واخرج ابن السني وأبو نعيم من حديث أبي سعيد الخدري مثله * وأخرج أبو نعيم عن عمر بن الخطاب قال إياكم والبطنة في الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسد مورثة للسقم مكسلة عن الصلاة وعليكم بالقصد فيهما فإنه أصلح للجسد وأبعد من السرف وان الله تعالى ليبغض الحبر السمين وان الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أرطاة قال اجتمع رجال من أهل الطب عند ملك من الملوك فسألهم ما رأس دواء المعدة فقال كل رجل منهم قولا وفيهم رجل ساكت فلما فرغوا قال ما تقول أنت قال ذكروا أشياء وكلها تنفع بعض النفع ولكن ملاك ذلك ثلاثة أشياء لا تأكل طعاما ابدا الا وأنت تشتهيه ولا تأكل لحما يطيخ لك حتى تنعم انضاجه ولا تبتلع لقمة ابدا حتى تمضغها مضغا شديدا لا يكون على المعدة فيها مؤنة * وأخرج البيهقي عن إبراهيم بن علي الموصلي قال اخرج من جميع الكلام أربعة آلاف كلمة واخرج منها أربعمائة كلمة واخرج منها أربعون كلمة واخرج منها أربع كلمات أولها لا تثقن بالنساء والثانية لا تحمل معدتك مالا تطيق والثالثة لا يغرنك المال والرابعة يكفيك من العلم ما تنتفع به * واخرج أبو محمد الخلال عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تشتكي فقال لها يا عائشة الأزم دواء والمعدة بيت الأدواء وعودوا بدنا ما اعتاد * واخرج البيهقي عن ابن محب عن أبيه قال المعدة حوض الجسد والعروق تشرع فيه فما ورد فيها بصحة صدر بصحة وما ورد فيها بسقم صدر بسقم * واخرج الطبراني في الأوسط وابن السني وأبو نعيم معافى الطب النبوي والبيهقي في شعب الايمان وضعفه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المعدة حوض البدن والعروق إليها واردة فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة وإذا فسدت المعدة صدرت العروق بالسقم * قوله تعالى (قل من حرم زينة الله) الآية * اخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال كانت قريش يطوفون بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون فأنزل الله قل من حرم زينة الله فأمروا بالثياب ان يلبسوها قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة قال ينتفعون بها
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست