الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢١٥
البارد لما وجد برده * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن جبير رضي الله عنه انه كان في عهد أبى بكر رضي الله عنه في الناس حين وجههم إلى الشام فقال إنكم ستجدون قوما محلوقة رؤسهم فاضربوا مقاعد الشيطان منهم بالسيوف فوالله لان أقتل رجلا منهم أحب إلى من أن أقتل سبعين من غيرهم وذلك بان الله تعالى يقول قاتلوا أئمة الكفر * وأخرج أبو الشيخ عن حذيفة رضي الله عنه لا أيمان لهم قال لا عهود لهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عمار رضي الله عنه لا ايمان لهم لا عهود لهم * وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ أنزلت وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم الآية * وأخرج ابن مردويه عن مصعب بن سعد قال مر سعد رضي الله عنه برجل من الخوارج فقال الخارجي لسعد هذا من أئمة الكفر فقال سعد رضي الله عنه كذبت أنا قاتلت أئمته * قوله تعالى (ألا تقاتلون قوما) الآيات * أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم قال قتال قريش حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وهمهم باخراج الرسول زعموا ان ذلك عام عمرة النبي صلى الله عليه وسلم في العام السابع للحديبية وجعلوا في أنفسهم إذا دخلوا مكة ان يخرجوه منها فذلك همهم باخراجه فلم تتابعهم خزاعة على ذلك فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قالت قريش لخزاعة عميتمونا عن اخراجه فقاتلوهم فقتلوا منهم رجالا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال نزلت في خزاعة قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين من خزاعة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويشف صدور قوم مؤمنين قال خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله ويشف صدور قوم مؤمنين قال هم خزاعة يشفى صدورهم من بنى بكر ويذهب غيظ قلوبهم قال هذا حين قتلهم بنو بكر وأعانهم قريش * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ويذهب غيظ قلوبهم قال ذكر لنا ان هذه الآية نزلت في خزاعة حين جعلوا يقتلون بنى بكر بمكة * وأخرج ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة قالا كان في صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية بينه وبين قريش ان ما شاء ان يدخل في عقد النبي صلى الله عليه وسلم وعهده دخل فيه ومن شاء ان يدخل في عهد قريش وعقدهم دخل فيه فتواثبت خزاعة فقالوا ندخل في عقد محمد وعهده وتواثبت بنو بكر فقالوا ندخل في عقد قريش وعهدهم فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة عشر أو الثمانية عشر شهرا ثم إن بنى بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده ليلا بماء لهم يقال له الوتير قريب من مكة فقالت قريش ما يعلم بنا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الليل وما يرانا أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح فقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وركب عمرو ابن سالم عندما كان من أمر خزاعة وبنى بكر بالوتير حتى قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبيات أنشده إياها اللهم إني ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الا تلدا كنا والدا وكنت ولدا * ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا فانصر رسول الله نصرا عتدا * وادعو عباد الله يأتوا مددا فيهم رسول الله قد تجردا * ان شئتم حسنا فوجهه بدر بدا في فيلق كالبحر يجرى مزبدا * ان قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا * وزعموا أن ليس تدعو أحدا فهم أذل وأقل عددا * قد جعلوا إلى بكداء رصدا هم بيتونا بالهجير هجدا * وقتلونا ركعا وسجدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت يا عمرو بن سالم فما برح حتى مرت غمامة في السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذه السحابة لتشهد بنصر بن كعب وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست