الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢١٩
عنه قال افتخر طلحة بن شيبة والعباس وعلي بن أبي طالب فقال طلحة أنا صاحب البيت معي مفتاحه وقال العباس رضي الله عنه أنا صاحب السقاية والقائم عليها فقال على رضي الله عنه ما أدرى ما تقولون لقد صليت إلى القبلة قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله أجعلتم سقاية الحاج الآية كلها * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه قال أقبل المسلمون على العباس وأصحابه الذين أسروا يوم بدر يعيرونهم بالشرك فقال العباس أما والله لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونفك العاني ونحجب البيت ونسقي الحاج فأنزل الله أجعلتم سقاية الحاج الآية * واخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس رضي الله عنه قال قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران فقال له العباس رضي الله عنه أنا أشرف منك أنا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصى أبيه وساقى الحجيج فقال شيبة أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني فاطلع عليهما على رضي الله عنه فأخبراه بما قالا فقال على رضي الله عنه أنا أشرف منكما أنا أول من آمن وهاجر فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه فما أجابهم بشئ فانصرفوا فنزل عليه الوحي بعد أيام فأرسل إليهم فقرأ عليهم أجعلتم سقاية الحاج إلى آخر العشر * وأخرج أبو الشيخ عن أبي حمزة السعدي انه قرأ أجعلتم سقاية الحاج وعمرة المسجد الحرام * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله أجعلتم سقاية الحاج قال أرادوا ان يدعوا السقاية والحجابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدعوها فان لكم فيها خيرا * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال اشرب من سقاية العباس فإنها من السنة ولفظ ابن أبي شيبة فإنه من تمام الحج * وأخرج البخاري والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستسقى فقال العباس يا فضل اذهب إلى أمك فائت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب من عندها فقال اسقني فقال يا رسول الله انهم يجعلون أيديهم فيه فقال اسقني فشرب منه ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال اعملوا فإنكم على عمل صالح لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه وأشار إلى عاتقه * وأخرج أحمد عن أبي محذورة رضي الله عنه قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الاذان لنا ولموالينا والسقاية لبني هاشم والحجابة لبني عبد الدار * وأخرج ابن سعد عن علي رضي الله عنه قال قلت للعباس رضي الله عنه سل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نأتيك بماء لم تمسه الأيدي قال بلى فاسقوني فسقوه ثم أتى زمزم فقال استقوا لي منها دلوا فاخرجوا منها دلوا فمضمض منه ثم مجه فيه ثم قال أعيدوه ثم قال إنكم على عمل صالح ثم قال لولا أن تغلبوا عليه لنزلت فنزعت معكم * وأخرج ابن سعد عن جعفر بن تمام قال جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال أرأيت ما تسقون الناس من نبيذ هذا الزبيب أسنة تبغونها أم تجدون هذا أهون عليكم من اللبن والعسل قال ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى العباس وهو يسقى الناس فقال اسقني فدعا العباس بعساس من نبيذ فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم عسا منها فشرب ثم قال أحسنتم هكذا فاصنعوا قال ابن عباس رضي الله عنهما فما يسرني ان سقايتها جرت على لبنا وعسلا مكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنتم هكذا فافعلوا * وأخرج ابن سعد عن مجاهد رضي الله عنه قال اشرب من سقاية آل العباس فإنها من السنة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه في قوله أجعلتم سقاية الحاج قال زمزم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والأزرقي في تاريخ مكة والبيهقي في الدلائل عن الزهري رضي الله عنه قال أول ما ذكر من عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قريشا خرجت من الحرم فارة من أصحاب الفيل وهو غلام شاب فقال والله لا أخرج من حرم الله ابتغى العز في غيره فجلس عند البيت وأجلت عنه قريش فقال اللهم ان المرء يمنع رحله فامنع رحالك * لا يغلبن صليبهم وضلالهم عدوا محالك فلم يزل ثابتا في الحرم حتى أهلك الله الفيل وأصحابه فرجعت قريش وقد عظيم فيها لصبره وتعظميه محارم الله فبينما هو في ذلك وقد ولد له أكبر بنيه فأدرك وهو الحارث بن عبد المطلب فأتى عبد المطلب في المنام فقيل له احفر زمزم خبيئة الشيخ الأعظم فاستيقظ فقال اللهم بين لي فأتى في المنام مرة أخرى فقيل أحفرتكم بين الفرث والدم في مبحث الغراب في قرية النمل مستقبل الأنصاب الحمر فقال عبد المطلب فمشى حتى جلس في
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست