الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٢١٣
أبى حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم قال هي الأربعة عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشرون من شهر ربيع الآخر * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم قال عشر من ذي القعدة وذي الحجة والمحرم سبعون ليلة * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه فإذا انسلخ الأشهر الحرم قال هي الأربعة التي قال فسيحوا في الأرض أربعة أشهر * وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم الآية كان عهد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش أربعة أشهر بعد يوم النحر كانت تلك بقية مدتهم ومن لا عهد له إلى انسلاخ المحرم فامر الله نبيه صلى الله عليه وسلم إذا مضى هذا الاجل أن يقاتلهم في الحل والحرم وعند البيت حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال كل آية في كتاب الله تعالى فيها ميثاق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أحد من المشركين وكل عهد ومدة نسخها سورة براءة خذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله واحصروهم قال ضيقوا عليهم واقعدوا لهم كل مرصد قال لا تتركوهم يضربوا في البلاد ولا يخرجوا التجارة * واخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال الرباط في كتاب الله تعالى واقعدوا لهم كل مرصد * وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس في قوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ثم نسخ واستثنى فقال فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم وقال وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله * قوله تعالى (فان تابوا) الآية * أخرج ابن ماجة ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق الربيع ابن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الدنيا على الاخلاص لله وعبادته وحده لا شريك له وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة فارقها والله عنه راض قال أنس رضي الله عنه وهو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم من قبل هوج الأحاديث واختلاف الأهواء قال أنس وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى في آخر ما أنزل فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم قال توبتهم خلع الأوثان وعبادة ربهم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة قال حرمت هذه دماء أهل القبلة * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم قال فإنما الناس ثلاثة نفر مسلم عليه الزكاة ومشرك عليه الجزية وصاحب حرب يأتمن بتجارته إذا أعطى عشر ماله * واخرج الحاكم وصححه عن مصعب بن عبد الرحمن عن أبيه رضي الله عنه قال افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ثم انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة ثم ارتحل غدوة وروحة ثم نزل ثم هجر ثم قال يا أيها الناس انى لكم فرط وأني أوصيكم بعترتي خيرا موعدكم الحوض والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلا منى أو كنفسي فليضربن أعناق مقاتلهم وليسبين ذراريهم فرأى الناس انه يعنى أبا بكر أو عمر رضي الله عنهما فاخذ بيد على رضي الله عنه فقال هذا * وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن الربيع الظفري رضي الله عنه وكانت له صحبة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل من أشجع تؤخذ صدقته فجاءه الرسول فرده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب إليه فان لم يعط صدقته فاضرب عنقه * قوله تعالى (وان أحد من المشركين استجارك) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ثم أبلغه مأمنه قال إن لم يوافقه ما يقضى عليه 7 ويجتريه فأبلغه مأمنه وليس هذا بمنسوخ * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله قال أمر من أراد ذلك أن يأمنه فان قبل فذاك والا خلى عنه حتى يأتي مأمنه وأمر ان ينفق عليهم على حالهم ذلك * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله حتى يسمع كلام الله أي كتاب الله * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه قال ثم استثنى فنسخ منها فقال وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله وهو كلامك بالقرآن فأمنه ثم أبلغه مأمنه يقول حتى يبلغ مأمنه من بلاده * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست