في الدلائل عن عبد الله بن عياض بن الحرث عن أبيه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى هوازن في اثنى عشر ألفا فقتل من الطائف يوم حنين مثل قتلى يوم بدر وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من حصباء فرمى بها وجوهنا فانهزمنا * وأخرج أحمد ومسلم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فلما واجهنا العدو وتقدمت فاعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فارميته بسهم فتوارى عنى فما دريت ما صنع فنظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا هم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأنا متزر وارجع منهزما وعلى بردتان متزرا بإحداهما مرتديا بالأخرى فاستطلق إزاري فجمعتهما جميعا ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما وهو على بغلته الشهباء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأى ابن الأكوع فزعا فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال شاهت الوجوه فما خلق الله منهم انسانا الا ملا عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله تعالى وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين * وأخرج البخاري في التاريخ والبيهقي في الدلائل عن عمرو بن سفيان الثقفي رضي الله عنه قال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قبضة من الحصى فرمى بها في وجوهنا فانهزمنا فما خيل إلينا الا ان كل حجر أو شجر فارس يطلبنا * وأخرج البخاري في التاريخ وابن مردويه والبيهقي عن يزيد بن عامر السوائي وكان شهد حنينا مع المشركين ثم أسلم قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قبضة من الأرض فرمى بها في وجوه المشركين وقال ارجعوا شاهت الوجوه فما أحد يلقاه أخوه الا وهو يشكو قذى في عينيه ويمسح عينيه * وأخرج مسدد في مسنده والبيهقي وابن عساكر عن عبد الرحمن مولى أم برثن قال حدثني رجل كان من المشركين يوم حنين قال لما التقينا نحن وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقوموا لنا حلب شاة الا كفيناهم فبينا نحن نسوقهم في أدبارهم إذ التقينا إلى صاحب البغلة البيضاء فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقتنا عنده رجال بيض حسان الوجوه قالوا لنا شاهت الوجوه ارجعوا فرجعنا وركبوا أكتافنا وكانت إياها * وأخرج البيهقي من طريق ابن إسحاق حدثنا أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان انه حدث ان مالك بن عوف رضي الله عنه بعث عيونا فاتوه وقد تقطعت أوصالهم فقال ويلكم ما شأنكم فقالوا أتانا رجال بيض على خيل بلق فوالله ما تماسكنا ان أصابنا ما ترى * وأخرج ابن مردويه والبيهقي وابن عساكر عن مصعب بن شيبة بن عثمان الحجبي عن أبيه قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين والله ما خرجت اسلاما ولكن خرجت اتقاء ان تظهر هوازن على قريش فوالله انى لواقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قلت يا نبي الله انى لأرى خيلا بلقا قال يا شيبة انه لا يراها الا كافر فضرب بيده عند صدري حتى ما أجد من خلق الله تعالى أحب إلى منه قال فالتقى المسلمون فقتل من قتل ثم أقبل النبي صلى الله عليه وسلم وعمر رضي الله عنه آخذ باللجام والعباس آخذ بالغرز فنادى العباس رضي الله عنه أين المهاجرين أين أصحاب سورة البقرة بصوت عال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبل الناس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول انا النبي غير كذب أنا ابن عبد المطلب فاقبل المسلمون فاصطكوا بالسيوف فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن حمى الوطيس * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا انما المشركون نجس) الآية * أخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل المسجد الحرام مشرك بعد عامي هذا أبدا الا أهل العهد وخدمكم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه في قوله انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا الا ان يكون عبدا أو أحدا من أهل الذمة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله انما المشركون نجس أي أخباث فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وهو العام الذي حج فيه أبو بكر رضي الله عنه ونادى على رضي الله عنه بالاذان وذلك لتسع سنين من الهجرة وحج رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام المقبل حجة الوداع لم يحج قبلها ولا بعدها منذ هاجر فلما نفى الله تعالى المشركين عن المسجد الحرام شق ذلك على المسلمين فأنزل الله
(٢٢٦)