الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٢٤
الحرب لنفسه فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوارة نعت قوم تفتح أبواب السماء لأعمالهم وأرواحهم وتباشر بهم الملائكة فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم تتباشر بهم الأشجار والجبال بممرهم عليها لتسبيحهم لك وتقديسهم لك فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم وهبت لهم الاسترجاع عند المصيبة ووهبت لهم عند المصيبة لصلاة والرحمة والهدى فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم تصلى عليهم أنت وملائكتك فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم يدخل محسنهم الجنة بغير حساب ومقتصدهم يحاسب حسابا يسيرا وظالهم يغفر له فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب فاجعلني منهم قال يا موسى أنت منهم وهم منك لأنك على ديني وهم على ديني ولكن قد فضلتك برسالاتي وبكلامي فكن من الشاكرين قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم يبعثون يوم القيامة قد ملأت صفوفهم ما بين المشرق والمغرب صفوفا يهون عليهم الموقف لا يدرك فضلهم أحد من الأمم فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب اني وجدت في التوراة نعت قوم تقبضهم على فرشهم وهم شهداء عندك فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم لا يخافون فيك لومة لائم فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم صديقهم أفضل الصديقين فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب لقد كرمته وفضلته قال يا موسى هو كذلك نبي وصفي وحبيبي وأمته خير أمة قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم محرمة على الأمم الجنة ان يدخلوها حتى دخلها نبيهم وأمته فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب بني إسرائيل ما بالهم قال يا موسى ان قومك من بني إسرائيل يبدلون دينك من بعدك ويغيرون كتابك الذي أنزلت عليك وان أمة محمد لا يغيرون سنته ولا يبطلون الكتاب الذي أنزلت عليه إلى أن تقوم الساعة فذلك بلغتهم سنام كرامتي وفضلتهم على الأمم وجعلت نبيهم أفضل الأنبياء أولهم في الحشر وأولهم في انشقاق الأرض وأولهم شافعا وأولهم مشفعا قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم حلماء علماء كادوا ان يبلغوا بفقههم حتى يكونوا أنبياء فمن هم قال تلك أمة أحمد يا موسى أعطوا العلم الأول والآخر قال يا رب انى وجدت في التوراة قوما توضع المائدة بين أيديهم فما يرفعونها حتى يغفر لهم فمن هم قال أولئك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم يلبس أحدهم الثوب فما ينفضه حتى يغفر لهم فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى أجد في التوراة نعت قوم إذا استووا على ظهور دوابهم حمدوك فيغفر لهم فمن هم قال تلك أمة أحمد أوليائي يا موسى الذين انتقم بهم من عبدة النيران والأوثان * واخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى لما نزلت عليه التوراة قرأها فوجد فيها ذكر هذه الأمة قال يا رب انى أجد في الألواح أمة هم الآخرون السابقون فاجعلها أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى أجد في الألواح أمة هم المستجيبون والمستجاب لهم فاجعلها أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى أجد في الألواح أمة أناجليهم في صدورهم يقرأونه ظاهرا فاجلعها أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى أجد في الألواح أمة يأكلون الفئ فاجعلها أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى أجد في الألواح أمة يجعلون الصدقة في بطونهم يؤجرون عليها فاجعلها أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة وان عملها كتبت له عشر حسنات فاجعلها أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى أجد في الألواح أمة يؤتون العلم الأول والعلم الآخر فيقتلون قرون الضلالة والمسيح الدجال فاجلعها أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب فاجعلني من أمة احمد فأعطى عند ذلك خصلتين فقال يا موسى انى اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين قال قد رضيت يا رب * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عبد الرحمن المغافري ان كعب الأحبار أي حبر اليهود يبكى فقال له ما يبكيك قال ذكرت بعض الامر فقال له كعب أنشدك بالله لئن أخبرتك ما أبكاك لتصدقني قال نعم قال أنشدك بالله هل تجد في كتاب الله المنزل ان موسى نظر في التوراة فقال رب انى أجد أمة في التوراة خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر ويقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الدجال
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست