الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٢١
نهر النور وكتب به الألواح * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال كانوا يقولون كانت الألواح من ياقوتة وانا أقول انما كانت من زبرجد وكتابها الذهب كتبها الله بيده فسمع أهل السماوات صريف القلم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي العالية قال كانت ألواح موسى من برد * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال كانت الألواح من زمرد أخضر أمر الرب تعالى جبريل فجاء بها من عدن فكتب الرب بيده بالقلم الذي كتب به الذكر واستمد الرب من نهر النور وكتب به الألواح * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء قال كتب الله التوراة لموسى بيده وهو مسند ظهره إلى الصخرة يسمع صريف القلم في ألواح من زمرد ليس بينه وبينه الا الحجاب * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال إن الله لم يمس شيئا الا ثلاثة خلق آدم بيده وغرس الجنة بيده وكتب التوراة بيده * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وابن المنذر عن حكيم بن جابر قال أخبرت ان الله تبارك وتعالى لم يمس من خلقه بيده شيئا الا ثلاثة أشياء غرس الجنة بيده وجعل ترابها الورس والزعفران وجبالها المسك وخلق آدم بيده وكتب التوراة لموسى بيده * وأخرج عبد بن حميد عن وردان بن خالد قال خلق الله آدم بيده وخلق جبريل بيده وخلق القلم بيده وخلق عرشه بيده وكتب الكتاب الذي عنده لا يطلع عليه غيره بيده وكتب التوراة بيده * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال أعطى موسى التوراة في سبعة ألواح من زبرجد فيها تبيان لكل شئ وموعظة فلما جاء بها فرأى بني إسرائيل عكوفا على عبادة العجل رمى بالتوراة من يده فتحطمت فرفع الله منها ستة أسباع وبقى سبع * وأخرج عبد بن حميد عن مغيث الشامي قال بلغني ان الله تعالى لم يخلق بيده الا ثلاثة أشياء الجنة غرسها بيده وآدم خلقه بيده والتوراة كتبها بيده * وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عمر قال خلق الله آدم بيده وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده ثم قال لسائر الأشياء كن فكان * وأخرج أبو الشيخ عن السدى وكتبنا له في الألواح من كل شئ أمروا به ونهوا عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ قال مما أمروا به ونهوا عنه * وأخرج الحاكم في المستدرك وصححه وضعفه الذهبي عن ابن عباس قال إن الله يقول في كتابه لموسى ان اصطفيتك على الناس وكتبنا له في الألواح من كل شئ قال فكان يرى أن جميع الأشياء قد أثبتت له كما ترون أنتم علماءكم فلما انتهى إلى ساحل البحر لقى العالم فاستنطقه فأقر له بفضل علمه ولم يحسده الحديث * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ان موسى لما كربه الموت قال هذا من أجل آدم قد كان الله جعلنا في دار مثوى لا نموت فخطا آدم أنزلنا هنا فقال الله لموسى ابعث إليك آدم فتخاصمه قال نعم فلما بعث الله آدم سأله موسى فقال لولا أنت لم نكن ههنا فقال له آدم قد آتاك الله من كل شئ موعظة وتفصيلا أفلست تعلم أنه ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها قال موسى بلى فخصمه آدم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان الله عز وجل كتب في الألواح ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وذكر أمته وما ذخر لهم عنده وما يسر عليهم في دينهم وما وسع عليهم فيما أحل لهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران قال فيما كتب الله لموسى في الألواح يا موسى لا تحلف بي كاذبا فأني لا أزكى عمل من حلف بي كاذبا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه في قوله وكتبنا له في الألواح من كل شئ قال كتب له اعبدني ولا تشرك بي شيئا من أهل السماء ولا من أهل الأرض فان كل ذلك خلقي فإذا أشرك بي غضبت وإذا غضبت لعنت وان لعنتي تدرك الرابع من الولد وإني إذا أطعت رضيت وإذا رضيت باركت والبركة منى تدرك الأمة بعد الأمة ولا تحلف باسمي كاذبا فإني لا أزكي من حلف باسمي كاذبا ووقر والديك فإنه من وقر والديه مددت له في عمره ووهبت له ولدا يبره ومن عق والديه قصرت له في عمره ووهبت له ولدا يعقه واحفظ السبت فإنه آخر يوم فرغت فيه من خلقي ولا تزن ولا تسرق ولا تول وجهك عن عدوى ولا تزن بامرأة جارك الذي يأمنك ولا تغلب جارك على ماله ولا تخلفه على امرأته * وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن أبي حزرة القاص ان العشر الآيات التي كتب الله تعالى لموسى في ألواح أن اعبدني ولا تشرك بي شيئا ولا تحلف باسمي كاذبا فإني لا أزكى ولا أطهر من حلف باسمي كاذبا واشكر لي ولوالديك أنسأ لك في أجلك وأقيك المتلف ولا تسرق ولا تزن فأحجب عنك نور وجهي وتغلق عن دعائك أبواب سماواتي ولا تغدر بحليل جارك وأحب الناس
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست